تتساءل ناشطة “فوطوية” عن سبب قبول السودانيين للشهيد مهند

حينما التقى عالم الاجتماع الإيراني إحسان نراغي مع شاه إيران محمد رضا بهلوي، سأله الشاه مستنكراً لماذا يخرج هؤلاء الشباب ويحملون القرآن الكريم وصور الخميني، ويرفعون شعارات ومقولات المفكر علي شريعتي، ويحتفون برئيس الوزراء السابق مصدق، ماذا فعل هؤلاء ولم أفعله أنا، وأنا الذي قمت بنهضة إيران وتطورها؟ فكان رد نراغي واضحاً بأن هناك أشياء غامضة في وجدان الشعوب لن يفهمها أمثالك، فهؤلاء الذين يحمل الثوار صورهم وكتبهم في شوارع طهران ربما منحوا هذا الشعب الكرامة الوطنية واحترام الذات..
تتساءل ناشطة “فوطوية” من منظمات الفوط الصحية عن سبب قبول السودانيين للشهيد مهند، وعن سبب احتفاء الناس برمزية كتاب حصن المسلم ورفعهم له كتعبير حقيقي عن الوفاء والإخلاص والالتزام. فالناشطة تطرح سؤال: ماذا فعل مهند وماذا قدم الذين يحتفون به؟ فهي لا تعرف غير مبادرات الفوط ودعوها سليمة ونصدق الناجيات. لا تعرف عن صدق هؤلاء الشباب ولا عن عقيدتهم وإيمانهم بقضيتهم..
تسأل هذه المرأة الفوطوية فلا تجد جواباً، فهي حبيسة للمبادرات الجسدية والقضايا البديهية، لا تعرف ما يدور في خلد هؤلاء الشباب لأنها لم تختبر شعورهم، ولن تفهم إحساسهم. فقدرتها على استيعاب هذه المشاعر لن تتعدى قدرتها على فهم مبادراتها الدنيئة. فهناك أحاسيس لا يمكن فهمها وظواهر يصعب استيعابها لمن شغل نفسه وفكره بقضايا الفوط الصحية. فالعقول الفوطوية لا تناقش إلا المواضيع التي تشبهها وتعجز عن فهم القضايا الكبيرة وتركن للتعريفات والمناقشات البسيطة وتطرح أسئلة وتفسيرات كسولة..
من الصعب أن تفهم هؤلاء الناشطات ومن تابعهم من الناشطين شعور ودوافع الشباب الذين تضامنوا مع مهند. فقد منح مهند شعبه ورفقاءه إحساساً بالصدق والشجاعة والتضحية، وألهم الكثيرين وترك إرثاً سيمتد لسنين. أما أنتم ومبادراتكم فلن تستمروا لأكثر من أيام ومنشورات محلها فقط في صفحاتكم البائسة.

حسبو البيلي
![حتى لا يضيع [اعلان كمبالا] في الزحام !! 3 محجوب فضل بدري](https://www.alnilin.com/wp-content/uploads/2015/11/محجوب-فضل-بدري.jpg)





