هنا الخرطوم.. حكومة جمهورية السودان

جعلتُ هذا العنوان على غِرار الافتتاحية الشهيرة التى تشدّ كل مستمع (هنا أم درمان اِذاعة جمهورية السودان)،
وقد ألهمنى لذٰلك خبرُ اِنعقاد أول جلسة لمجلس الوزراء، منذ نشوب حرب الغدر والخيانة التي أشعلتها مليشيا آل دقلو الارهابية، بايعاز وتمويل من دولة الإمارات. ومساندة وتأييد من قوى الشر والبغي والعدوان يتبعهم شراذم وأزلام من بني جلدتنا، ضد السودان أرضاً وشعباً ومقدرات وقد تصدىٰ لهم الشعب السوداني الأبي وفي طليعته ق.ش.م. فكانت حرب الكرامة. وربما لم تنعقد جلسة لمجلس الوزراء منذ تعيين ذاك المدعو حمدوك رئيساً للوزراء أو ما سُمٍّىَ حينها بالمُؤَسِس !!
هنا الخرطوم حكومة جمهورية السودان، هنا (الخرطوم عاصمة السودان، وهي تقع بين النيلين الأبيض والأزرق، وبها دواوين الحكومة) كما جاء فى كتاب المطالعة الأولية.
حكومة السودان حيثما كانت وأينما ذهبت وفي أي بقعة من أرض السودان هى الحكومة الشرعية المعترف بها إقليمياً ودولياً، التي يلتفّ الشعب حولها، لكن القحاطة كانوا ينكرون عليها شرعيتها فيقولون عنها حكومة بورتسودان وكأنَّ بورتسودان توجد في كينيا أو في الجزيرة العربية، وتلك حجةٌ واهية لا تصمد أمام ضوء الحقيقة الباهرة. وهو قول مردود على أصحابه، والآن وقد عقدت حكومة السودان أولى جلساتها فى الخرطوم عاصمة السودان فماذا هم قائلون !!
السير ونستون تشرتشل رئيس الوزراء البريطاني، تأخر عن موعد أحد الاجتماعات، وعندما وصل وجد أعضاء المجلس قد اتخذوا أماكنهم على طاولة الاجتماع فجلس حيث انتهى به المجلس، فهمس فى أُذنه كبير ضباط المراسم طالباً منه أن يتصدر الطاولة حيث يجب أن يجلس رئيس الجلسة. فتشاغل عنه تشرتشل بإشعال سيجاره الضخم وقال بصوت هادئ ومسموع، [يجب أن تكون الرئاسة حيث أكون] وبقي ليدير الجلسة من الكرسي العادي دون أن تتأثر مخرجات الاجتماع.
الفريق أول الركن البرهان هو الرئيس والقائد العام، وتكون الرئاسة حيث يكون فى بورتسودان أو فى المرخيات أو فى ود النورة أو فى أم صميمة فهاهو يجوب السودان شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ووسطاً. وهو يقرر ويوجه من أي بقعة وتوضع قراراته موضع التنفيذ.
البروفسير كامل الطيب إدريس وهو رئيس الوزراء، له أن يعقد جلسة مجلس الوزراء في أي جزء من أرض السودان وتكون قرارات المجلس واجبة النفاذ لكل الوزارات والمؤسسات بلا ريب ، لكنه قبل التحدي وقرر أن يعقد جلسة مجلس الوزراء في الخرطوم لما لها من رمزية ودلالات لا تخفى.
وهذه الجلسة تعتبر فألٌ حسنٌ وفاتحةُ خيرٍ تشجع على عودة المواطنين إلى الخرطوم بإذن الله.
في الوقت الذى اجتاحت فيه منصات التواصل الاجتماعى التى تتلاعب فيها الأصابع الخبيثة مقاطع تشير إلى انفلات أمني في الخرطوم مثل نهب معلمة كانت فى طريقها إلى المدرسة فى الصباح عندما اعترض طريقها لصوص يستغلون دراجة نارية ونهبوا حقيبة يدها تحت تهديد السلاح، ولم تغب شمس ذلك اليوم إلا وكان اللصوص فى قبضة الشرطة، وهم يعيدون تمثيل جريمتهم فى ذات مسرح الجريمة، التحية لشرطتنا العين الساهرة واليد الأمينة، وهكذا أُسقط فى يد المخذلين الخونة الذين يحبون أن تشيع الجريمة والفاحشة فى بلادنا قاتلهم الله أنى يؤفكون.
التحية للأستاذ خالد الاعيسر وزير الإعلام والثقافة والسياحة وهو يغرد مبشراً بعودة الحكومة إلى العاصمة القومية الخرطوم من بورتسودان الثغر الباسم وعاصمة السودان الادارية.
[هنا أم درمان .. أنا أم درمان أنا السودان أنا الدر البزين بلدى، هنا الخرطوم عاصمة السودان] والله أكبر ولا نامت أعين الجبناء.محجوب فضل بدري






