عشان تعرف العالم دا عجيب كيف، تخيل في حادثة جبل مرة توفي شخصان بحسب مصادر عندها صلة مباشرة بالقرية، تخيل الرقم مثلا في حدود ١٠ أشخاص لكن في جهة سياسية زي جماعة تأسيس ومعاهم حركة عبدالواحد النور قالوا لينا ماتوا ١٠٠٠ شخص ونجا واحد فقط، بمعنى انو القرية تعدادها ١٠٠١ شخص. واضح الكذب والتضليل لكن السؤال المهم ليه؟ والسؤال التاني كيف الحاجة دي مفروض ترجعنا للتفكير في المنهج ككل؟
بالنسبة لي الإجابة واضحة هو انهم عايزين يلعبوا على الوتر الإنساني، دا من أجل مكاسب مادية وسياسية وكسب تعاطف، في الحقيقة هم لا بيعرفوا القرية ولا بيهمهم إنسان القرية لكن مهم بالنسبة ليهم اللعب على وتر الضحية.
دي عقلية قديمة درسا محمود ممداني في كتابه عن أزمة دارفور، وكيف الفاعل السياسي زي جماعة تأسيس ديل عايزين يرسموا أنفسهم ضحايا او ممثلين للضحايا ودا يبرر جرائمهم في حق الآخرين، ما اهو انت محاصر الفاشر ومجوع الناس، وعملت كل الانتهاكات في الجنينة ودارفور ككل. لكن لازم ننتبه انو دي بقت ثقافة سياسية عديل عند الناشطين اللي فيهم مخبرين محليين مهمتم يزيفو الخبر ويتحدثوا باسم الناس، وكمان جزء كبير من كادر الحركات المسلحة غرقان في ثقافة المظلومية والضحية.
ما ننسى انو العملية دي خطيرة ومش مجرد تلاعب بالأرقام لا، بل فعليا العالم شغال كدا، مظلومية الشرير كتبرير للشر، ودا العايزينو جماعة تأسيس بجانب جعل الأمر ذريعة لأي تدخل، عندك زي قصة الصهاينة بتاعة معاداة السامية مثلا، اي شي تقولو ليهم بخصوص جرائمهم وعنصريتهم طوالي يرفعوا كرت الابتزاز بتاع معاداة السامية.
العالم بيشتغل كدا ودا منهجه عشان كدا طوالي دول في الإقليم طلعت بيانات تضامن وبعد شوية هيئات أممية وغيرا حا تطلع تصريحات دون التوثيق من الخبر، وصراحة كونه مجلس السيادة طلع بيان فكويس برضو، مالو الناس تقطع الطريق أمام الابتزاز، لكن الصراع الحاسم وين عارفين:
في ميدان الرأي العام والمجتمع المدني، لازم الناس كلها تعرف اللعبة دي وكمان من أصوات محلية، مثلا الشاب اللي كتب انو من القرية وما حصل الرقم دا بل اتكلم عن شخصين وترحم عليهم دا شاب بطل، وموقفه صادق ومستقل عن شبكة العملاء والناشطين من جماعة تأسيس وعبدالواحد. في مجال الرأي العام والخطابات السياسية لابد من كشف الوهم دا والحمد لله
كنا وين وبقينا وين، قصة زي دي زمان كان شفنا العجب، حاليا الرأي العام منتبه والصوت المحلي المستقل قوى.
