الصمغ العربي …بين 1822م و 2025م

الصمغ العربي …بين 1822م و 2025م
تجاريا خرج الصمغ العربي من سيطرة السودانيين في 1822م في اليوم الذي دخل فيه جيش (طابور كردفان) محمد بك الدفتردار لمدينة الأبيض.
من الجهة الشرقية في الشريط النيلي كانت حملة إسماعيل باشا (طابور سنار) قد وصلت إلى سنار وفازوغلي.
كان هناك وجود أوروبي داخل الطابورين ، ضباط ، جيولوجيين ، صحفيين ، مغامرين وغيرهم.
قبلها ولعقود ظلت القوافل تغادر الأبيض شمالا عن طريق بارا ودنقلا بمحاذاة النيل شمالا نحو مصر تحمل الصمغ والعاج والسنمكة وغيرها.
وكان الصمغ بالذات من أسباب الغزو.
استبيحت الأبيض ، وهرب السكان ، واستقر فيها بعض الأوروبيين وهؤلاء كانوا وكلاء لشركات أوروبية وبدأوا في شراء الصمغ مباشرة من المنتجين.
وبدأت الدول الأوروبية ترسل قناصلها للخرطوم وكان لهؤلاء القناصل نفوذ كبير على الحكمدار وهو نفوذ مؤسس على نفوذ دولهم داخل الأستانة.
في إحدى السنوات حاول حكمدار التدخل ورفع أسعار بيع المحصول لصالح المنتج فهدده القناصل بأنهم سيطيحون به إن لم يتراجع.
لم يستفد السودان أبدا من الصمغ العربي سوى الفشخرة والتفاخر بالأرقام والنسب المئوية.
وفي بداية الألفينات بدأت محاولات متواضعة وتم تشييد مصانع لتنقية وسحن المنتج وتحويله لبودرة بيضاء ناعمة تستخدم كمضاف غذائي أو علاجي.
في 2001م كنت حاضرا في مؤتمر في الخرطوم وتحدث بعض الباحثين بأسى عن الوضع البائس للباحثين في مركز أبحاث شمبات وضآلة رواتبهم.
كان واضحا من كلامهم أن هناك متابعة لكل ما يدور وينجز ، وقالوا أن بعض الباحثين كانوا يفاجئون بعروض التوظيف المغرية تأتيهم بالإيميل وأن زيارات مناديب السفارات لم تنقطع عن المركز.
تحدثوا عن باحثة متخصصة في الصمغ تعاقدت وغادرت لدولة أوروبية وقالوا أن شركات هذه الدولة صارت في طلبات الشراء تحدد بخطوط الطول والعرض المناطق التي يجب أن يتم منها جلب محصولها وبمواصفات دقيقة وأنهم لم يكونوا كذلك قبل أن تنضم إليهم الباحثة.
في اعتقادي أن من دوافع هذه الحرب السيطرة على حزام الصمغ العربي.
ما أعلمه أن جميع أشجار الهشاب مملوكة لأفراد ولا توجد شجرة إلا وصاحبها معلوم وربما كان هذا من أسباب استباحة القرى في كردفان وتشريد سكانها.
حسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير.
#كمال_حامد 👓






