من المضحك المبكي أنني حين هاجمت إبراهيم بقال وعبد المنعم الربيع قبل معركة الكرامة، انبرى البُلهاء من بعض الكيزان لشتمي والدفاع عنهما بضراوة. واليوم، بعد سنوات، اكتشفوا أنهم كانوا مجرد أدوات بلا وعي.
الأمر تكرر حين كنت اهاجم حميدتي ومليشياته قبل الحرب و حينها هاجموني دفاعًا عنه والتعليقات الموثقة في هذه الصفحة شاهدة على ذلك، فجميع الذين كانوا يمجدون حميدتي في السابق ستجدهم الآن يشتمون البرهان.
اليوم يعيش هؤلاء البُلهاء في حالة تيه لا يعرفون إن كان بقال مُزروعًا في المليشيا أم خائنًا لها لكنهم و لسذاجتهم و بلاهتهم متأكدون أن البرهان خائن ، يكذبون ثم يصدّقون أكاذيبهم و يروجون بان قوات المليشيا قبل سقوط نظام الانقاذ لم تتعدى العشرين الف مقاتل.
ولا أدري كيف لمليشيا لا تتعدى عشرين ألفًا أن تسيطر على مداخل ومخارج العاصمة وتتمركز في مؤسسات الدولة بالداخل، وتحاصر القيادة، وتملك معسكرات ضخمة في الخرطوم، وتتمدد في دارفور وكردفان وسائر الولايات، فضلًا عن قواتها في السعودية واليمن وليبيا والصحراء الكبرى؟
الإصرار على هذه الكذبة وحده كافٍ ليؤكد أنهم بُلهاء لأبعد حد يمكن تصوره.
المضحك جداً أن بعضهم يتحدث معك وكأنه كان يشارك في اجتماعات البرهان مع صبير و رئيس الاركان أو هو الذي كان يدوّن محاضر القرارات بنفسه. هذه الثقة المبالغ فيها ليست إلا نتيجة للصدمات المتتالية التي أصابت بعض الإسلاميين في السودان.
قصة سيدنا موسى مع سيدنا الخضر في سورة الكهف علمتنا أن هناك علم خاص عند القائد أو الرئيس و هذا العِلم هو ( المعلومات ) التي تغيب عن العامة، فتجد بعضنا يستنكر قرار البرهان بحل هيئة العمليات، رغم اننا لم نعرف دوافعه. و بعضنا يرفض سجن بعض الضباط وإحالتهم للتقاعد، لكننا لا نملك الصورة الكاملة ولا المكاسب المستقبلية، فاذا كنت داعماً للجيش او جندياً او حتى موظفاً او وزيراً في الدولة يجب أن يكون دعمك كاملاً غير منقوص او تتحلى بالشجاعة و تغادر المركب بإحترام لان تخوين القائد اثناء المعركة هي خيانة كاملة الدسم.
رحلة سيدنا موسى مع الخضر تشبه علاقة الجيش مع بعض انصاره من البُلهاء امثال الإعيسر و ناجي لكنها عند هؤلاء ليست رحلة تعلّم، بل هي عبء يعرقل الجيش وعندها يفترض أن يُقال لهم هذا فراق بيننا.
نزار العقيلي
