محمد أبوزيد كروم يكتب: الإمارات والرباعية: رعاة الحرب والشر في السودان!

كانت “الرباعية القديمة” من الأسباب الرئيسة للحرب في السودان، عندما تسببت (أمريكا – بريطانيا – السعودية – الإمارات) مع المبعوث الأممي المطرود “فولكر بيرتس” في إشعال حرب السودان. لقد قاموا بترتيب الأوضاع وفقًا للاتفاق الإطاري الذي أريد له أن يحكم السودان عبر المشروع الخارجي، وباستخدام سلاح الدعم السريع وحميدتي ومجموعة “قوى الحرية والتغيير”. ثم فشل المخطط، فكانت الحرب.
من المعلوم أن الإمارات وكيلة المشروع الصهيوني في المنطقة، ووكيلة إسرائيل وأمريكا في ملف تفتيت السودان، ولذلك تقود أبوظبي كل هذا الخراب والموت والدمار في السودان عبر مليشيا آل دقلو. كما أنها تشتري ذمم السياسيين السودانيين من جماعة “صمود وتأسيس”. أما بريطانيا، فقد خرجت من قائمة الرباعية الجديدة ودخلت بدلاً عنها مصر، وتدير بريطانيا خطها في السودان بشكل منفرد حاليًا. أما المملكة العربية السعودية فدورها تجاه السودان سلبي للغاية، إن لم نقل إنه مريب؛ فسفيرها علي بن جعفر مارس أدوارًا تخريبية كبيرة في السودان قبل الحرب وبعدها، ولا يزال. وإذا تحدثنا عن مصر، فهي مغلوب على أمرها وتعيش داخل “كماشة”، وتنتظر دورها في المؤامرة الكبيرة. أما أمريكا، فهي الشيطان الأكبر في كل ما يحدث في المنطقة، سواء في السودان، أو في غزة، أو في اليمن، أو ما حدث في قطر. كل هذه الفوضى تحدث برغبة أمريكية كاملة، والجميع يعلم ذلك.
لماذا أصدرت الرباعية هذا البيان البائس؟ الإجابة هي أن المشروع الذي ترعاه الإمارات في السودان فشل على مدار ستة أعوام منذ سقوط الرئيس البشير، كما أن الملف السوداني هزمها. لقد كان مطلوبًا منها أن ترفع التمام أمام الصهيونية العالمية بنجاح تفتيت وضرب وحدة أكبر دولة في أفريقيا والمنطقة العربية، وأخطر دولة على مشروع إسرائيل الكبير. لكن الإمارات فشلت في الحرب، وفشلت في حكومة ما تسمى “تأسيس”، والجيش حتى الأمس واليوم يدحرهم في كردفان وهو في طريقه إلى دارفور. هدنة لمن؟ ومساعدات إنسانية لمن؟ المناطق التي فيها أزمات إنسانية هي المناطق المحاصرة من مليشيا الدعم السريع في الفاشر والمدن الأخرى في دارفور، وتلك التي يحاصرها المتمرد عبد العزيز الحلو في جنوب كردفان. إذا كانت الرباعية البائسة ترغب في الحلول الإنسانية ويهتمون بالشعب السوداني، فلتوجه مليشيا حميدتي والحلو بفك حصارها عن المدنيين. أما مناطق وجود الجيش والدولة فليست فيها مجاعة ولا مشكلات إنسانية ولله الحمد.. فلماذا تكذب الرباعية؟
يبقى السؤال: ماذا تفعل الدولة السودانية مع “رباعية الشر” بعد هذا البيان الذي كشف نوايا سيئة من الدول الأربع؟ ينبغي أن يعلن السودان عدم اعترافه بالرباعية وعدم تعامله مع أي مما ورد في بيانها التافه، وأن تشدد الخارجية السودانية على أنها لن تتعامل مع جهة اسمها “الرباعية” بعد اليوم. ذلك مع الانكفاء داخليًا من الحكومة مع المجتمع السوداني والقوى السياسية الوطنية الداعمة للجيش والدولة، والاستمرار في الانتصارات العسكرية والتقدم نحو تحرير كامل أرض السودان في كردفان ودارفور، وترك عملاء الداخل والمتآمرين الخارجيين في صراخهم، فالحل يبدأ بموقف الدولة القوي والواضح في مواجهة هذا الباطل.
محمد أبوزيد كروم





