الطاحونة الآن في طريقها إلى نيالا، نراها قريبة مثلما كنا نرى تحرير الخرطوم قريبا

المعلومة المهمة التي استفدناها من إشاعة موت صديقنا حافظ كبير، هي كمية المحادثات التي كان يجريها مع البلابسة في الخاص، حيث قام البعض بنشر صور لمحادثاتهم معه.
حقيقة مجهود يدل على مثابرة، ربما كانت محاولات للتأثير في الرأي العام بوسائل ملتوية، ولكن يبدو أنها باءت بالفشل.
شخصيا جرت بيني وبين حافظ كبير محادثات مطولة ونقاشات في بداية الحرب. كان الأخ العزيز حافظ كبير يحاول فيها تنويري، كشخص مغيب وكمغترب، بحقائق الوضع على الأرض وأن الدعم السريع مسيطر تماما هذا بالإضافة طبعا إلى رواية كيف بدأت الحرب!
لقد كان كلامه صادقا بالفعل، الدعم السريع يسيطر على معظم الخرطوم، ولكن نحن -كبلابسة- لم نكن نبحث عن الحقيقة. فهذه ليست فلسفة، هذه حرب ونحن كنا نبحث عن الإنتصار لا عن الحقيقة، ولكن يمكنك أن تقول أيضا كنا معنيين بالحقيقية التي تنصعها الطاحونة التي تعمل ببطء وتتطلب بعض الوقت ولكنها تطحن جيدا.
والطاحونة الآن في طريقها إلى نيالا، نراها قريبة مثلما كنا نرى تحرير الخرطوم قريبا في الوقت الذي كان حافظ كبير يخرج في جولات في شوارع الخرطوم ليخبرنا بأن الأمور تحت سيطرة المليشيا المتمردة. الزحف قادم ولكني مطمئن أن صديقنا حافظ سيخرج من نيالا في الوقت المناسب مثلما خرج من الخرطوم في الوقت المناسب ولن يضع نفسه في موقف إبراهيم بقال، ولكن عليه أن يتوخى حذره في الحدود التشادية حتى لا يصبح حديث الإعلام مثل أبوجود المسيري.
بالمناسبة، البرهان اليوم أعلن مجددا فتح باب التوبة للسياسيين من القحاتة وحلفاء الجنجويد، لماذا لا تنتهزون هذه الفرصة؟
حليم عباس






