مبارك أردول، لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى

مبارك أردول، لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى
مشكلة مبارك أردول أنه تائه في دوامة التحالفات، يبحث عن قبول واعتراف جماعي، يريد أن يستعيد علاقاته مع من تآمروا عليه، وفي الوقت نفسه يريد الاحتفاظ بمكانه مع من يراهم مهددين لنفوذه. رجل متذبذب المواقف، سيخسر كثيرا إذا راهن على حالة اللاتحالف واللاثبات..
يا مبارك، ما أنت فيه صنيعة نفسك ونتيجة سوء تقديرك وسعيك لكسب الود مع من زهدوا فيك. ما تقوم به هو انتحار وذلة للنفس وضياع لمستقبلك وتاريخك. لن تكون فاعلاً في معسكر من تغازلهم، ولن تكون رقماً في أي معادلة بعيدا عن من تهاجمهم من الإسلاميين. لن تكون شيئ.. فلا أنت إبراهيم الميرغني حتى تدفع لك الإمارات ظناً منها بجاهك وكثرة أتباعك، ولا أنت برمة ناصر حتى تشتريك رغبة منها في استمالة طائفة الأنصار، ولا أنت الواثق البرير لتخسر فيك ملايين الدراهم لاحتواء بيت الإمام، ولا أنت عبد العزيز الحلو بجيشه وخطابه ومواقعه. أنت في نظرهم شخص عادي لا قبول له في معسكرهم ولا ثقة له عند أعدائهم..
توقف عن مغازلة أعدائك، وحافظ على موقعك وفاعليتك وسط من قبلوا بك وعرفوك وتصالحوا معك، ولا تقفز إلى معسكر من عادوك ولفظوك وأساءوا إليك. عليك أن تختار بين أن تكون موسمي المواقف والتصريحات ويكون لك من اسم مبارك الفاضل نصيب، وبين أن تكون واضحاً في الوجهة والتحالفات. فالأولى ستجعلك منبوذا ومكروها ممن غازلتهم وعارضتهم، والثانية ستضمن لك صوت ورأي ومكانة. اختر بين التبعية في سبيل الاعتراف وبين الفاعلية والقبول والاحترام.

حسبو البيلي
#السودان






