الوزارة المأزومة

لو كان الاستاذ عمار محمد آدم متاحاً في المشهد الإعلامي لأسهم ببعض غزلياته في إسكات الضجيج المتواصل حول قضية إيقاف مراسلة العربية و الحدث الصحفية لينا يعقوب عن العمل .
ليست هذه المرة الأولي و لا الثانية أو الثالثة التي يثار فيها الرأي العام بسبب لينا و قناتي الحدث و العربية .
ليس ذلك لأن تغطيات الأستاذة لينا بالقوة التي تحرك الحكومة و لا أقدح في عملها الإعلامي المتميز بل لأن الحكومة بالوهن الذي يجعلها تتحرك من ضعفها و من داخلها بأكثر من خارجها.
وزارة الإعلام التي كان منتظرا منها أن تقود معركة الكرامة حتي ختامها أصبحت هي ساحات معارك .
تجمدت الوزارة في عهد وزيرها جراهام عبد القادر ثم تحولت في عهد الإعيسر الأول إلي وزارة الرجل الواحد هو لسانها و هي لسان حاله و ليس لسان حال الحكومة .
ثم في مرحلة الإعيسر الثانية تجمدت الوزارة بعد نزع مهمة الناطق باسم الحكومة عنه و هو أفضل ما أجاده الأعيسر .
وزارة هذا حالها لن تحسن التعامل مع مكتب قناة خارجية و لا مراسلة لها بل لن تحسن و لم تفعل في صياغة بيان تذيع به قراراتها المرتبكة حول قضية متكررة .
وزارة الإعلام لم تحسن مخاطبة الخارج و لا مواطنيها و بعض مجموعات الواتساب لها أداء أفضل منها .
وزارة الإعلام تعبر صدقا عن حكومة ميتة تدار من خارجها و كما تفعل الوزارة و هي تفضحنا في قضايا الخارج مع القنوات العربية تفعل الحكومة و هي تفضحنا في تحركاتها الخارجية و كلما ذهب رئيس الوزراء في رحلة تتالت الفضائح مرة مع مصر التي نجح فيها في عمل كبير تمثل في زيارة كافيه (حديث المدينة) و مؤخراً في زيارة المملكة العربية السعودية التي حط بها في وقت تنشغل فيه حكومتها بأعمال مؤتمر مهم و علاقات دولية كبيرة الأهمية و ما كانت لتشغلها زيارة كامل إدريس عن توقيع إتفاق مع باكستان .
حكومة يتم الإختيار لها عبر العلاقات و الترشيحات الشخصية و تدار أعمالها من خارجها لن تفعل غير الفضائح التي لا يمثل ما ظهر منها غير رأس جبل الجليد .
قريبا يشارك رئيس الوزراء في إجتماعات الأمم المتحدة و بدلا من أن يتوقع الناس نتائج على مستوي الإجتماعات أصبحوا يتوجسون من فضائح (أممية) تسببها لنا الحكومة.
حكومتنا المغرمة بالعمل الخارجي و السفر و المؤتمرات و تفتخر بخبراتها في هذا المجال بين يديها أعمال ملحة يمكن أن تنجزها مع الخارج .
إن حمى الضنك التي أنهكت المواطنين في سبعة عشر ولاية تحتاج إلي المال و بنك السودان لم يوفر لها غير أربعة ملايين و نصف و حاجتها ليست كبيرة هي فقط حوالي الأربعين مليون دولارا كما أوضح وزير الصحة النشط في تصريحه للصحفي النابه الأستاذ محمد جمال قندول ،
مثل هذا المبلغ يمكن أن يوفر من زيارة المملكة من حكومتها أو منظماتها الإنسانية و لكن رئيس الوزراء ينشط في لا شئ حتي يفيق علي حقيقة أن عليه المغادرة.
لو تحركت الحكومة وسط المؤسسات الدولية لانتهت جائحة الضنك في أيامها الأولي و لكن الحكومة لا تشعر بأمراض مواطنيها و لم نشهد لها تحركاً فعليا لمعالجة أوجاعهم .
راشد عبدالرحيم






