رأي ومقالات

إسحق أحمد فضل الله يكتب: (سوف يقولون في المستقبل… يوم طحن الجنجا)

وأمس الأول، وأمس، واليوم، أيامٌ سودٌ على الجنجا، وهي أيام لها فصاحة خاصة.
وما يميزها هو أن كل الجهات تتحدث علنًا، والأحداث اتجاهها الواحد يقول إن مخابرات عشرين دولة يحدث بعضها بعضًا، وجملة الحديث هي أن:
(اللعبة… لعبة الإمارات… انتهت).
فأمس الأول، وعلَنًا، وفي قناة “الحدث” – التي هي قناة الإمارات – تقول تركيا حديثًا له ملامح خاصة.
فالحديث هو شيء لا يقوله إلا رئيس الدولة أو الناطق باسمه، فالرجل الثالث في تركيا يقول:
لم نتدخل، (ليس لأننا لا نريد، بل لأن السودان لم يطلب).
قال: عندنا من الأسلحة والتشويش والطائرات لكل مهمة ما يجعلنا نحسم الأمر في يوم.
قال: الإمارات تبرر تدخلها في السودان بأن لديها مصالح هناك… ونقول: تركيا عندها مصالح في السودان.
قال: لما زرنا سواكن أول العام قامت الإمارات تصرخ بأن تركيا تريد إعادة الخلافة للسودان… وكل ما في الأمر هو أن عندنا دفاعًا مشتركًا… يعني أن الزيارة عسكرية.
وفي اليوم العجيب ذاته تقول روسيا:
السودان يقاتل مرتزقة غير سودانيين، ولا حل لهذا النوع من الحرب إلا الحل العسكري.
وفي اليوم العجيب ذاته، اليمن تجعل مدنيين – وليس عسكريين – يعلنون للعالم أن الإمارات يمكن إشعالها بخمسين مسيّرة خفيفة تُطلَق من مراكب صيد السمك… وهذا معروف الآن.
وفي اليوم ذاته، الجيش يُكمل استعداده لاكتساح دارفور، في قوس هو أطول قوس عسكري في تاريخ إفريقيا، وأقمار أمريكا تنظر صامتة.
قبلها بيوم، ومثلما كانت هناك طائرات مجهولة تضرب الفاشر، كانت هناك طائرات مجهولة تطحن أرتال الجنجا.
وابتداءً من الأحد الماضي كان مدير المخابرات القادم يطلق أكبر حملة لالتقاط المتعاونين، وبالفعل هناك الآن جيشٌ منهم في ضيافة المخابرات.
قبلها بيوم، كانت المخابرات تطرد ثعابين الأمم المتحدة.
و…
ثم أسلحة مليارية من باكستان.
كل هذا في يومين.
وأنا ما بفسر…
وإنت ما تقصر.
في الساعة الرابعة عصر اليوم (أمس)، طائرتان تركيتان تهبطان مطار بورتسودان،
والسلطات تُخلي المطار قبل تفريغ الطائرتين.
يبدو أن السودان طلب ما تطلبه تركيا.
وإخلاء المطار تحت الليل الذي يهبط، حين تهبط طائرات من جهات أخرى.
الغريب أن هبوط طائرة عسكرية أمس لم يؤدِّ إلى إبعاد الناس من المطار،
ولا حين هبط رئيس الأركان هناك…
المعنى هو: أن للأسرار معنى، وللإعلان معنى.

إسحق أحمد فضل الله