لماذا منشآت النفط ؟.. عقلية الربح والخراب التي تدير الحرب بالوكالة

• ضربة هجليج ومحطة معالجة الجبلين اليوم ليست مجرد استهداف منشآت نفطية، بل حلقة جديدة في محاولة خنق قلب الاقتصاد السوداني، وإرسال رسالة ضاغطة إلى دولة جنوب السودان بعد فشل الانقلاب الذي كانت ترتب له أبوظبي هناك، هذا السلوك يكشف بوضوح طبيعة الصراع الإقليمي الذي تجاوز حدود الجغرافيا، وأصبح يدار عبر المسيرات والأموال والوسطاء ” الجواسيس “.
• الهجمات الجوية ليست عملاً عشوائياً، بل تعبير عن عقلية تدير الحرب كصفقة تجارية: تفقير البلد أولاً، ثم دفعه إلى الاعتماد القسري، ثم التحكم في قراره وموارده عبر بوابة النفط والمال، إنها عقلية لا ترى في الدول شعوباً أو سيادة أو تاريخاً، بل “مساحات مفتوحة للاستثمار في الفوضى”.
• ولهذا تستهدف الحقول، وتضرب مراكز الإنتاج، وتخلق أزمات مصطنعة، بينما تشغل المليشيات كأدوات مدفوعة في سوق تباع فيه الولاءات وتشترى المواقف.
• إنها حرب تدار من وراء ستار، بميزان الربح والخسارة لا بميزان الأخلاق أو القانون.
• السودان اليوم أمام لحظة وعي حاسمة : حماية هجليج ليست مهمة عسكرية فحسب، بل مسؤولية سياسية واقتصادية وأمنية، فالجهة التي تضرب مواردك تريدك أن تأتي إلى الطاولة ضعيفاً، وتريد أن تحتفظ بمفاتيح مستقبلك عبر امتلاك القدرة على تعطيل ثروتك متى شاءت.
• الرسالة التي يجب أن تخرج الآن واضحة وبلا التباس : السودان لن يدار بالوكالة، ولن ترسم حدوده أو يُعاد تشكيل مستقبله وفق حسابات “شركات أمنية” مهما تعددت أذرعها وواجهاتها الإعلامية، القوة تبدأ من حماية مواردك وامتلاك قرارك، ومن كشف كل شبكة تحاول الاستثمار في إضعاف وطنك.
• هجليج ليست هدفاً نفطياً فقط…
إنها امتحان لوعي السودانيين وقدرتهم على حماية سيادتهم وكرامتهم وحقهم في قرار مستقل لا يباع ولا يشترى.
Basher Yagoub






