رأي ومقالات

عزمي… والابتزاز الإعلامي بملامح متقلبة

تبدأ القصة حين تواصل الأخ عزمي مباشرة مع مكتب رئيس الوزراء وأرسل لسيادته طلبا للقاء ثم عاد واتصل بي شخصيا مؤكدا رغبته في السلام على رئيس الوزراء والتبشير بالحكومة المدنية الجديدة وتمني الخير لها ومشددا أنه لا يسعى لأي مكسب شخصي .. كما قال .. !!
واحتراما لطلبه وتطيبا مني لخاطره وبحرص على ألا يفهم الأمر على أنه تجاهل تحدثت مع الأخ العميد نزار مدير مكتب رئيس الوزراء، وهو رجل يدير أجندة وملفات واجتماعات سيادته بمهنية عالية وذكاء واضح ومؤسسية ثابتة لا تخضع لضغوط أو لمزاجات فردية وبتعليمات وتوجيهات إدارية واضحة من سيادته تعلي من قيمة المؤسسية والاوليات واحترام الوقت ..

ولأن مكتب رئيس الوزراء يدار وفق أولويات أجندة رئيس الوزراء الوطنية لا حسب وقت( عزمي) أو مزاجه الشخصي، فقد تأخر الرد على طلب اللقاء بسبب الالتزامات الرسمية والأولويات الاستراتيجية ..لا لأسباب شخصية ..

وهنا يظهر التناقض الصارخ في موقف (عزمي) فهو الذي جاء طالبا لقاء بروتوكوليا للسلام والتحية (والدعاء) للحكومة المدنية كما قال، وبعد أن تأخر الرد عليه في ترتيبات روتينية أصبح فجأة يتحدث عن استبدال رئيس الوزراء واستبدال الحكومة ..

كيف يمكن تفسير هذا التحول السريع من طالب اللقاء ( عزمي) الذي ادعى انه المبشر والمؤيد لرئيس الوزراء والحكومة المدنية إلى من يبحث عن بديل للحكومة، سوى بالابتزاز السياسي والإعلامي المكشوف وهل هناك وصف آخر لهذا السلوك سوى استخدام منصات الإعلام لتحريك الضغط وخلق النفوذ الشخصي ..

إن تناقض عزمي صارخ وواضح فهو يلعب في أقل من أسبوع ثلاثة أدوار متناقضة تماما دون أي مبرر سوى مصالحه الشخصية
واستغلال حالة البلاد التى تثبت في اركان حكومتها المدنية ..

ومما يثير الاستغراب كيف يمكن لرجل أن ينتقل بهذه السرعة من طلب لقاء للسلام والتحية واعلان تأييده وتبشيره للناس بها ( اليست تلك كلماتك لي يا عزمي ) إلى اقتراح بدائل لرئيس الوزراء والحكومة، وكيف يمكن وصف هذا السلوك إذا لم يكن ابتزازا سياسيا وإعلاميا مكشوفا واضحا، ونموذج صارخ ومؤسف للابتزاز المقنع الذي يتنكر وراء زيف الوطنية ويغير المواقف بحسب الفرص ..

هل لا زلت ترغب في لقاء السيد رئيس الوزراء يا (عزمي) ، للتحية والسلام واعلان التأييد ثم التبشير ، أم تلك ليست هي كلماتك التي طلبت فيها لقاء السيد رئيس الوزراء .

بقلم.. فاروق فريد