رأي ومقالات

خمس سرديات انتهت إليها الحرب على العكس من كل سرديات قحت/تقدم/صمود/تأسيس … إلخ

*خمس سرديات انتهت إليها الحرب على العكس من كل سرديات قحت/تقدم/صمود/تأسيس … إلخ*
*محمد جلال أحمد هاشم*
15 نوفمبر 2025م
الكيزان انتهوا سياسيا بثورة ديسمبر/أبريل 2018/2019م التي أسقطت نظامهم، لكن قحت ولواحقها هي التي أحيتهم من أول وجديد. فإذا كان الجيش جيش كيزان، فهذا يعني أن قحت (و) قد تحالفت مع الكيزان عندما تحالفوا مع جيش الكيزان؛ وإذا كانت مليشيات الجنجويد صنيعة كيزان، فهذا يعني أن قحت (و) قد تحالفت مع الكيزان، عندما تحالفوا مع مليشيات الكيزان.
***
هذا هو التحالف الذي وصفته قحت ولواحقها بأنه من أذكى أنواع التحالفات لدرجة أنه يفترض تدريسه في الجامعات. أي التحالف مع الكيزان. ولا تزال قحت (و) حليفة للكيزان ممثلين في المؤتمر الشعبي ومليشيات الجنجويد.
***
كل هذا في تناقض رأسي حاد مع مطالب الثورة والثوار المتمثلة في الشعارات التالية:
* مدنيااااااااااااااااالو!
* تسقط تاني وتالت ورابع (رفضا لأي شراكة مع الكيزان او العسكر، ناهيك عن مليشيات تلجنجويد)!
* الثورة ثورة شعب .. والسلطة سلطة شعب .. العسكر للثكنات والجنجويد ينحل!
***
قحت (و) حكمت عامين ونصف في تحالفها مع الكيزان دون أن تنظف البلد من الكيزان، وكيف وأنى لها هذا والمثل يقول “فاقد الشيء لا يعطيه”؟ وهذا يعني أن قحت قد كتبت عمرا جديدا للكيزان، ولا غرو.
***
كل هذا دعونا نتركه جانبا، فاليوم هناك خمس سرديات قد تسيّدت المشهد بخصوص حرب الوكالة الجارية والعالم في طريقه للإجماع عليها قريبا إن لم يكن قد أجمع عليها، وهي:
*أولا، مليشيات الجنجويد عبارة عن منظمة إرهابية تهدد المدنيين وترتكب فيهم جميييييع أنواع الجرائم بمثلما تدمر البنيات التحتية للدولة؛*
*ثانيا، دويلة الإمارات هي التي تقوم بتمويل مليشيات الجنجويد عبر بعض دول الجوار وتمدها بالمرتزقة من كل أنحاء العالم وكذلك تمدها بالسلاح الذي اشترته من أمريكا وأوروبا والصين بوصفها المستخدم الأخير، وهذا في حد ذاته انتهاك لقوانين شراء السلاح؛*
*ثالثا، لو توقف الإمداد الإماراتي لكانت مليشيات الجنجويد قد انهزمت في فترة قصيرة؛*
*رابعا، ما كان يمكن لدويلة الإمارات أن تفعل هذا لولا موافقة أمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وإسرائيل على ما تقوم به؛*
*خامسا، مقروءا مع كل ما سبق ذكره، فإن السودان يتعرض اليوم لغزو خارجي عبر حرب الوكالة هذه بهدف نهب موارده وذلك عبر تفكيكه.*
هذه هي السرديات الخمس السائدة الآن، وهي كما نرى لا علاقة بينها وبين سردية أن الحرب بين طرفين، أكانا مجرد جنرالين، أحدهما جنرال خريج كلية حربية والآخر جنرال سوق حرامية المواشي، أو حرب بين طرفين هما جيش الكيزان من جانب ومليشيات الكيزان من الجانب الآخر، والشعب عليه أن يقف متفرجا، أو أن ينحاز، لكن من خلف حجاب، كما انحازت قحت (و). كما لا علاقة بين هذه السردية المتسيّدة للمشهد الوطني والإقليمي والعالمي وبين سردية قحت (و) بأن الكيزان هم سبب كل شيء بما في ذلك إخراج أبونا آدم وأمنا حواء من الجنة.
* *كسرة: مع ارتفاع الصوت الوطني الداعي لحمل السلاح والمقاومة الشعبية، جاءت توجيهات الغرف الإعلامية بدويلة الإمارات للقحاتة (و)، ممثلة في الروشتة التالية: حاصروا الكيزان في دعوتهم لحمل السلاح بأبنائهم وبناتهم الذين يعيشون خارج السودان وقوموا باستكتاب قوائم حمل السلاح وهي تشمل أفراد أسرهم بالخارج، وعينك ما تشوف إلا النور! طوالي القحاتة (و) شرعوا وبانسجامية خراف مزرعة الحيوان في ترديد ما أُمروا به.*
* *ما هي العبارة؟ هي: سهر الجداد ولا نومو – كذا! والمثل بقول: البباري الجداد بيودوه الكوشة، والعياذ بالله!*
*MJH*
15 نوفمبر 2025م