معلوم ان السودان ليس من ضمن اولويات الاهتمام الامريكي للادارة الحالية علي الاقل؛ وكذا كل ما يجرى فى إقليم القرن الأفريقي؛ إلا بالقدر الذي لا يؤثر على أمن البحر الاحمر باعتباره بحيرة نفوذ أمريكية خالصة لا تنافسها في ذلك الصين أو روسيا.
وما كان يقوم به المبعوث الخاص مسعد بولس من خلال الرباعية إنما هو عمل اللوبيهات الإماراتية فى الولايات المتحدة الأمريكية ورغبتها فى تكون نفوذ إمبراطوري خاص بالإمارات؛ بطريق الاجرام والحروب وصنع المليشيات المسلحة فى اليمن وليبيا والسودان ونحوها ؛ وهو ما كان يفوق وزنها الحقيقي ومكانها فى الخليج العربي.
ملف منطقة القرن الأفريقي الكبير في الادارة الامريكية الحالية متروك لمنطقة نفوذ تركيا؛ السعودية؛ ومصر؛ واسرائيل فى سياق توزيع أمريكي للتحالفات الدولية فى العالم في مواجهة الصين؛ والحرب الحتمية معها؛ كما تراها مراكز الدراسات الامريكية.
السعودية وتركيا ومصر؛ لا مناص امامهم من العمل على حماية سيادة السودان وسلامة أراضيه والحفاظ على مؤسسات الدولة فيه؛ لأن خيار التفكيك الاماراتي سيعرض أمن هذه المجموعة من الدول إلى الخطر؛ لا سيما أمن البحر الأحمر كممر هام فى حالة نشوب صراع مسلح بين الكبار فى العالم.
السودان عليه ان يحمي ارادته بنفسه وان يستفيد من توزع القوى فى المنطقة ؛ لعزل التاثير الاماراتي وتصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية ؛ وان يرحب- وفق شروطه _ بالتحالف التركي؛ المصري؛ السعودي…
فالله يدفع الناس بعضهم ببعض.
د. محمد مجذوب
