رأي ومقالات

لماذا أعتذر حتى لو لم أكن مخطئا؟

لماذا أعتذر حتى لو لم أكن مخطئا؟
منذ ديسمبر 2019، جادلتُ بأن المجموعة التي ورثت نظام البشير بتعيين نفسها في الحكومة تفتقر إلى الخبرة والعزيمة والذكاء والنزاهة الأخلاقية لإدارة الشؤون العامة، وذهبتُ إلى أبعد من ذلك بتكرار أن هذه المجموعة من الهواة عديمي الرأس تقود البلاد نحو كارثة محتمة.
اعتقد الكثيرون، أصدقاءً وأعداءً، أن حكمي كان متطرفًا وسلبية لا تفيد. قال منهم م إنني أشعر بالمرارة لأنني لم أُمنح منصبًا رفيعًا، لكن هذه كانت كذبة أيضًا، فقد عُرض عليّ منصبان في عام 2020، لكنني أخبرتهم أن الوقت فات، وأنني خلصت إلى أن هذه الحكومة تقود إلي كارثة أراها والمسها. حتى ذلك الوقت، كان التذمر من معارضتي للحكومة أمرًا مفهومًا، وقد تسامحتُ معه لأنني كنت أعلم أن الأمور لم تكن واضحة للآخرين لأسباب مختلفة.

لكن الغريب والغبي بصراحة هو مواصلة الامتعاض من نقدي للمجموعة الحاكمة قبل الحرب أو بعدها. لم تفشل هذه الجماعة في قيادة السفينة إلى بر الأمان فحسب، بل دفعت البلاد إلى حرب أهلية مروعة، أو على الأقل، فشلت في منعها إن شئت أن ترأف بهم علي حساب الحقيقة .
والآن، واكثر من نصف الحكومة الانتقالية أعضاء في حكومة تاسيس الجنجويد، والنصف الآخر يضم العديد من الجنجويد السريين، وبما أن الجنجويد ارتكبوا تطهيرًا عرقيًا وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لا أعرف لماذا يجب عليّ الاعتذار عن معارضة جماعة أكثر من نصفها مشارك بالفعل في جرائم حرب ضد الشعب السوداني.

الغريبة حتي الآن ممكن تلقي زول كبير ومتعلم وعامل فيها بيفهم ويقول ليك معتصم بينتقد قحت أكتر من اللازم. جماعة أكثر من نصفها إنضم إلي جنجويد مذابح الجنينة والفاشر وود النورة وتمبول والحالية وبرضو نقدها لا يجوز إلا بمقدار؟

ربما وجب علي الاعتذار عن نعومة نقدي لقحت وتساهلي معها بحكم القرابة الطبقية فكلنا أفندية وربما كان علي أخرين الإعتذار عن غباء مركب لا يعي حتى الآن ونصف قحت في حكومة جنجويد تاسيس.

ومن لا يعتذر عن غباء عليه أن يعتذر عن جنجوة جبانة تخشي الإعلان عن نفسها صراحة أو عن تعويل علي الجنجويد لكسر شوكة جيش أو كيزان بما يمهد الطريق بالورود لديمقراطية مدنية علمانية كومبرادورية مجندرة وربما جمهورية طبقة عاملة جذرية.

معتصم اقرع