مفتي الدعم السريع صاحب الفتاوي المخبولة (بدران) كان قبل يومين علي رأس مستقبلي فوج من الدعم البشري لقواتهم من عرب الشتات، وفِدوا من الكاميرون و أفريقيا الوسطى و النيجر و مالي، و سبقتهم وفود مرتزقة من دول عدة شحنها بدران بفتاوي تبرر قتالهم خارج بلادهم.
هذا الحشد يضعف (سردية الدعم السريع) بأن لهم قضية سودانية خالصة و هم مدينون لمن ناصروهم من الأجانب في الحرب بما حققوه فيها .
التمرد أيضا مدين للإسلاميين و الفلول بأنه إعتمد في (سرديته) للحرب عليهم و قد اسعفته في توافقها مع دعوات دولية و من دولة كبرى هي الولايات المتحدة .
في المقابل لم يعد (الشغف) بالقتال و نصرة الجيش كما كان عليه في بداية الحرب .
ضعفت القوى الوطنية و الإسلامية بسبب التدخل الخارجي و الأمريكي الذي أثر على موقف الدولة و أثر على القوي الشعبية الإسلامية و الوطنية التي كانت شريكة في حرب الكرامة و أثر ذلك على مواقفها و خاصة أنها كانت تشكل دعماً إعلامياً قوياً مشاركاً بفعالية و ضعفت اللجان الشعبية التي كانت تدير الإستنفار والتعبئة بعد تغيير لجانها و تبعيتها للولاة.
(الشغف) ضعف في حياتنا العامة بعد هذه المواقف كما ضعف بغياب الحكومة عن الإسهام الفعال لتعزيز (سردية) القتال لتحرير ما تبقى من البلاد .
الحكومة غارقة في مناوشات داخلية و في غياب يوصل لسلطة داعمة للدولة بتسيير الأحوال لمقابلة متطلبات المعركة و تنمية الحياة العامة و العودة للخرطوم لينصلح حال البلاد .
أصبح من العسير علي رجال الخدمة المدنية مفارقة ما يصيبونه و يجنونه من البقاء في بورتسودان حيث حياة الفنادق و فواره السيارات و نثريات العمل من خارج مقر الحكومة الرسمي.
رئيس الوزراء يصدر القرارات في شأن يخص الوزراء و يصدر المهم منها، و يعلنه بالهاتف و من وسط الحشود، و ليس بما يتطلبه حسن الإدارة من تجويد إعلان القرارات و التي تتم بلا دراسة و لا مناقشة، و لم نعد نسمع بقرارات تصدرها الحكومة مجتمعة من مجلس الوزراء.
السردية و الشغف عبارات وفدت حديثا لقاموس السياسة و من معناها الواضح تقديم المبررات و توفير الحافز و التشوق لما يعلن ورغم ورودها على لسان أعلى السلطة لم تؤثر و خابت قيمة القول أن المعاني تنزلات فلم تتنزل و تغذي السرديات و الشغف وسط الشعب السوداني .
توقف الحراك في ميادين كردفان و بعد الفاشر ضاعت بابنوسة لتزيد سردية و شغف الناس ضعفاً إلى ضعف و تجمدت حياة الناس و أصبحت بلا تطلعات يسعون لها و يرجونها من الحكومة و الدولة إصلاحا للعلاقات الخارجية و تخير الحلفاء الذين يعتمد عليهم بدلاً عن انتظار ترامب الذي أعلن أنه سيتولي بنفسه الشأن السوداني ثم جمده.
هذا حالنا و التمرد يأتيه المدد الخارجي بشراً و مالاً و عتاداً
حتي القوى السياسة باتت في سبات و أصابها الوهن و تجمدت حياة الناس بين هذا و ذاك .
و أسوا ما في الحياة أن يعيش الناس بلا أمل و قد فقدوا الأمل في دولتهم و حكومتهم و لم يبق من عزاء إلا في جيشنا الذي ننتظره ليبدل هذا الحال و لا شك أنه قادم لينقذنا .
راشد عبد الرحيم
