شاهدت فيديو في وقت تنصهر فيه معادن الرجال ليخرج منها جوهرها وأصلها موقف يخبرنا بالامان بما تعجز كل قوة الارض أن تخبر به لأحد منهم ولو اجتمعوا ..
إنتهى كل شيء وبقيت ثمة حالة من القشقريرة لازمتني بمشاهدة هذا الفيديو لجياشي ود بلد أصيل وهو ينادي لسيدة متقدمة في العمر او قٌل في مقام الوالدة كانت تٌهيم في الارض خوف وزعر من أن تلتقيها كلاب مليشيا عيال دقلو ولا تعرف في أي مكان تختبي فيه من الوحوش تحت الأرض او خلف جزع شجرة حتي صاح جياشى بأعلى صوته تلازمه حشرجة علها من الدواس الطويل ومن الحر والسموم وثقل السلاح ناداها بعبارة ( يٌمة نحن الجيش )
عبارة تحدثنا ان قلبه لم يرهقه لظى المعارك التي يخوضها بل دفعته ليناديها بالعزة والإباء وجهه يتهلل كأنما أغتسل في نهر المحنة وخرج منه أكثر بهاء وصفاء تعالي نحن الجيش ولسان حاله يقول ( اسمع ليها وكلمها لسه انو الجيش لعرضك حارس وانو وراك يا يمه فوارس ما بتتهاني ولا بتعاني طول ما الروح في الجته سكونها وطول ما النفس الفينا بناهز..) وفي هذا الأثناء هرولت تلك السيدة تخالجها حالة من الفرح والدموع لترتمي في حضن الجياشي باكية تمسح دموعها بطرف توبها وتهز بيدها الأخري وكأنما ابنها الجياشي من بطنها وبه أمشاج دم وقٌربة في منظر واضح المعالم يٌرسل رسالة في بريد لاعقي أحذية ال دقلو (الملاقيط) ومرتزقتهم وبتأسيسهم وصمودها وبلطجيتها وسِكيريها عديمي المروءة ونشطائها العاطلين وبريد الخونة اللئام وداعميهم في الخارج أن حضن الجيش هو الأمان والسلام وأن الجياشى هو سترة لبنات البلد …
فهل سأل الخونة لماذا هبتّ السيدة لتبحث عن الأمان في مكان جندي الجيش !
لماذا فرت وهربت من جحيم مليشيا عيال دقلو !
دع عنك مثال السيدة المحترمة
تابعت أيضاً فيديوهات أهلنا القادميين من الفاشر الي الولاية الشمالية مئات الحكاوي (شيوخ ونساء وحتى اطفال ) يحكوا عن اجرام هذه المليشيا بوجع رهيب إجرام متوارث لمئات السنين ف أين لغلمان دقلو بقيمة الرجولة ؟
فالمجرمين دوما يتوارون خلف جبنهم وخوفهم بالسادية والبطش بما وقع تحت رحمتهم والمضحك المبكي مازال البعض يتغزل في هذه المليشيا وكأنهم لم يسمعوا ويشاهدوا النازحيين في الدبة والعفاض وهم يحكون مأساة فكرة التعايش مع مليشيا آل دقلو شاهدت إحداهن تحكي عن كيفية الإجرام الممنهج في التعامل مع السيدات كمية الإبتزاز والتحرش والانتهاكات الصريحة نظرت لدموع الضحايا تنهمر بالوجع والحزن ويبدو أن هناك شئ في أعينهم لم يتحدثوا عنه بعد
ربما الأهوال ضربتهم في مقتل وأصبح الحِمل فوق حيل الالم ..
من كل هذه الحكايات الشاهد في الأمر ان الشعب عندما تأتي المليشيا لمنطقة يتخطفهم الوجل والخوف وسرعان ما ينعدم فيها الأمن والأمان وتبدأ رحلة بحث المواطنيين للرحيل لمناطق وأماكن سيطرة الجيش حيث الكاكي الأخضر اولاد البلد هناك يتوفر كل شئ ويعيش المواطن عزيز ومٌكرم وهذا هو الفرق بين الجيش الوطني وبين مليشيا الاسرة الواحدة …
وبس
عائشة الماجدي
