هل نحن فيران تجارب؟

هل نحن فيران تجارب؟
أحيانًا، لا أستطيع التخلص من الانطباع بأنّ قطاعات مهمة من الحركة السياسية السودانية قد جُعلت فئران تجارب لقوى أجنبية. ينتابني شعور بأنّ هؤلاء الغرباء الانتهازيين يتفاعلون مع جماعاتنا السياسية والناشطة بهدف دراستها في المقام الأول: تحليل تركيبتها النفسية، وقناعاتها، وكيفية تشكّل شبكاتها وعملها، ومواطن ضعفها ومخاوفها. ينطبق هذا على كلٍّ من الكتل السياسية المؤثرة وجماعات الشباب حسنة النية. فبمجرد فهم هذه الجماعات، يصبح من الأسهل التلاعب بها وتوجيهها – سواءً بعلمها أو بدونه – لخدمة أجندة أجنبية.

ولا يقل أهمية عن ذلك، أن الدروس التي يستخلصها الأجانب من دراسة “حقل التجارب” السوداني ستكون مفيدة للغاية في السيطرة على مجتمعات مماثلة في أفريقيا والعالم العربي والإسلامي. أشدّ ما يُثير الاستياء هو توثيق الدروس المستفادة هنا لاستخدامها مستقبلًا، لتكون بمثابة دليل لتدمير وإخضاع بالمجتمعات في منطقتنا.

معتصم اقرع
معتصم اقرع
Exit mobile version