رأي ومقالات

مصر والسودان… وحدة المصير لا مجاملة السياسة

مصر والسودان… وحدة المصير لا مجاملة السياسة
• كتبت كثيراً عن دور مصر الداعم للسودان، لا من باب المجاملة ولا بدافع العاطفة، بل انطلاقاً من قراءة واعية للتاريخ والجغرافيا ومعنى الدولة.
• في زمن الشدة، احتضنت مصر السودانيين دون من أو أذى، وفتح الأشقاء المصريون بيوتهم وصدورهم، وتحملوا عاداتنا وتقاليدنا بصبر ومحبة، كما يتحمل الأخ أخاه.
• مصر هي السودان، والسودان هو مصر.
• شعب واحد في بلدين، يجمعهما نهر واحد، وتاريخ واحد، وتهديدات واحدة، ومصير لا يقبل القسمة.
• مصر لا تتحرك من فراغ، ولا تتعامل مع السودان كملف عادي أو ورقة تفاوض، بل تنطلق من فهم عميق لقيمة تماسك الدولة الوطنية، ومعنى بقاء المؤسسات، وأهمية القوات المسلحة كعمود فقري لأي دولة تريد أن تعيش.
• مصر تعرف جيداً أن انهيار السودان ليس خطراً على السودانيين وحدهم، بل على الإقليم كله، وعلى الأمن القومي المصري قبل غيره.
• وحين تدعم مصر السودان اليوم، فهي لا ” تتفضل ” ، بل ترد ديناً قديماً لا تنساه الدول العاقلة والمحترمة .
• التاريخ شاهد:
فقد كان السودان عمقاً استراتيجياً للجيش المصري، وكانت أراضيه مفتوحة للتدريب والتمركز.
• وفي نكسة عام 1967، حين دُمر جزء كبير من سلاح الجو المصري على المهابط، فتح السودان قواعده للقوات الجوية المصرية، وكانت قاعدة وادي سيدنا الجوية شمالي أم درمان ملاذا آمناً للطيران المصري، تعاد فيه إعادة البناء والاستعداد، بعيداً عن مرمى العدو.
هذا ليس تفصيلاً تاريخياً هامشياً، بل لحظة مفصلية تؤكد أن العلاقات بين البلدين لم تكن يوماً علاقات أنظمة، بل علاقات دم ومصير مشترك.
• لذلك لا تستغرب موقف مصر اليوم، ولا تحاول بعض الأصوات المشبوهة تصويره كمؤامرة أو تدخل ؛ فالدول التي تحترم نفسها لا تنسى من وقف معها في أحلك لحظاتها.
مصر 🇪🇬 لا تنسى التاريخ…
ولا تنسى السودان 🇸🇩

Basher Yagoub