السر الباتع في القيادة الدائمة لتحالف قوى الحرية والتغيير:
من السمات الغريبة لقوى الحرية والتغيير استمرار رئاسة الدكتور حمدوك لحكومتها وعملها المعارض منذ عام ٢٠١٩ وحتى اليوم.
تُعدّ قوى الحرية والتغيير تحالفًا واسعًا يضم أحزابًا سياسية وحركات مسلحة وشخصيات مستقلة، فضلًا عن ما يُسمى بالتكنوقراط البارزين.
في التجارب السابقة، كانت مثل هذه التحالفات تلجأ إلى نظام الرئاسة الدورية، حيث يُستبدل الرئيس كل عام أو عامين بآخر من حزب أو جماعة سياسية مختلفة. وبهذه الطريقة، يحافظ التحالف على مظهر المساواة والاحترام لجميع مكوناته.
لكن هذا لم يكن الحال مع قوى الحرية والتغيير، مما يثير التساؤل حول سبب استمرار الدكتور حمدوك رئيسًا دائمًا، مع العلم أنه لا يُمثل حزبًا أو نقابة عمالية أو أي جماعة أخرى غير شخصه المحترم.
هل تفتقر جميع الأحزاب الأخرى إلى قيادات كفؤة ما يمنع تطبيق نظام الرئاسة الدورية؟ وإذا لم تكن هذه الأحزاب والجماعات مؤهلة لقيادة قوى الحرية والتغيير، فكيف لها أن تقود السودان؟
هل هناك سبب آخر لرئاسة د. حمدوك الدائمة حتي لو نسف مظهر ومبدأ المساواة بين مكونات تحالف قحط؟ ما هو؟
لا علاقة لهذا السؤال بكفاءة الدكتور حمدوك التي لا يدخل فيها البوست. حتى لو كان هو الرجل الأكثر كفاءة في السودان، فإن تحالف قوى الحرية والتغيير لا يزال بإمكانه استخدام نظام الرئاسة الدورية والإبقاء على الدكتور حمدوك في أعلى مستويات القرار في أي منصب آخر يمكنه من خلاله مواصلة مساهماته التي تعتبرها قوى الحرية والتغيير ضرورية ولا غني عنها.
معتصم اقرع
