رأي ومقالات

السودان تحت الوصاية

الملخص المفيد لخطاب رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس أمام مجلس الأمن أمس هو أنه وضع السودان بين يدي المجتمع الدولي .

طالب رئيس الوزراء بوقف إطلاق النار برقابة دولية و انسحاب و تجميع قوات التمرد برقابة دولية و إقامة إنتخابات برقابة دولية .

هذا يعني أن مستقبل السودان ومِن اليوم سيوضع بين يدي المجتمع الدولي الذي لم يساند السودان و لم ينصره في الماضي و لن يفعل في الحاضر و المستقبل.

المجتمع الدولي كان وراء فصل الجنوب و بعد أن قدم وعوداً وردية لم يلتزم بها فلم يوقف العقوبات على السودان و لم يقدم التعويضات الموعودة و اليوم نعود للمجتمع الدولي ليكرر ذات الفعل معنا.

رئيس الوزراء خاطب جلسة قوامها موظفين أممين هم مندوبو بلادهم في المجلس .

و التقي بممثلين لمجلس الأمن و بعض المنظمات الدولية و هم أقل قامة منه و ليس بيدهم إتخاذ القرارات الكبرى.

القرارات الكبرى تتخذها الدول من عواصمها و ينفذها المندوبون في المجلس و رئيس الوزراء لم يتواصل مع منبع القرارات .

كما أن الجلسة التي طلبها السودان جاءت ضعيفة الحضور لأنها تمت في عطلة رأس السنة مما أفقدها كثيراً من الحيوية و الإنتشار و الذيوع.

خطوة وقف الحرب و سحب السلاح من التمرد وضعها كامل إدريس في يد موظفين و رغم ذلك لم يسم و يحدد الذين يغذون التمرد بالسلاح و العتاد و يدعمونه في المحافل الدولية مما مكن مندوب الدولة الداعمة من الوقوف صنو له مساو و أتاح له تقديم خطاب في الرد أقوي من خطابه.

الموظف الأمريكي و المساند للسودان لحد ما كاميرون هدسون قدم خطاباً أكثر وضوحا و أقوى في مطالبه، فقد وصف جرائم الدعم السريع بما تستحق و أدان الإمارات و قال إن إدانة المتحاربين دون تسمية و محاسبة من يتدخلون في الحرب يجعل المجتمع الدولي شريكا في إطالة أمدها .

مندوب روسيا أيضاً قدم خطابا قويا واضحا طالب فيه بعدم المساس بحق السودانيين في تحديد مستقبل بلادهم.

خطاب السودان كان تسليماً للسودان للخارج و جاء في مظهر بائس يقلل من مكانة رئيس الوزراء و بالتالي دولة السودان .

حتي في المظهر لم يكن الخطاب و مجمل الموقف بما يستحقه السودان .

العضو الأساس في الوفد الرسمي ليس موظفاً في الدولة السودانية بل هو صديق و مناصر و صاحب فضل على رئيس الوزراء، فقد ظهر في الجلسة و هو يرتدي بدلة بيضاء و لم يكن لمراسمنا حق في توجيهه فهو ليس موظف دولة و لم يجتهد ليعرف الصورة المشرفة التي يظهر بها و زيه الذي تزيا به في الجلسة هو ما يلبس في المناسبات السعيدة الخاصة و ليس في أهم موقع دولي.

وفد السودان مكون من مكتب و صديق كامل إدريس، و ليس من الدولة و كان الأحق بعضوية الوفد وزير الخارجية و مدير جهاز المخابرات العامة لأنهما هم مَن يقوم بإنفاذ نتائج الزيارة و متابعتها لتتخذ الدولة القرارات و الجهود اللازمة لها.

صديق كامل إدريس، الحفيان، الذي حضر الجلسة هو الذي له فضل عليه في تولي المنصب مع صديقهم الثالث وزير الثروة الحيوانية هم من يمثل الدولة المعتدية علي السودان هم من لهم علاقة وثيقة قوية بها في الماضي و الحاضر و مؤكد في المستقبل بها و ذلك ما قاد للموقف المهتز في جلسة مجلس الأمن و ما سيقود لمواقف أكثر خطورة علي مستقبل السودان لأن ذلك سيؤدي كما أدى لإضعاف موقفنا في مواجهتها.

رئيس الوزراء ظل يطارد منصبه الذي ناله كلما لاحت له الفرصة في الحكومات السابقة و قد ناله اليوم و تحقق له تحسين سيرته الذاتية بكونه أصبح رئيساً للوزراء و هذا يكفيه فوزاً و يكفي دولتنا إهتزازاً و رخوة .

راشد عبدالرحيم