اختبار المواقف في رحلة دعاة الحرب إلى إدعاء السلمية

اختبار المواقف في رحلة دعاة الحرب إلى إدعاء السلمية:
في منتصف تسعينيات القرن الماضي، أعلن التحالف الوطني الديمقراطي – الذي ضمّ معظم الأحزاب السودانية المعارضة لنظام الإخوان (البشير) – خيار المقاومة المسلحة ضد النظام.
لكننا اليوم نرى كثيراً من هذه الأحزاب تتزيَّا بثوب السلمية ، وتواصل إدانة ضحايا العدوان الأجنبي – الذين روعتهم ميليشيات همجية – ووصفهم بـ”دعاة الحرب”، لمجرد دفاعهم عن أرضهم وعِرضهم ومالهم.
ومن باب والشفافية وفحص المصداقية، أطالب كل حزب سوداني وكل ناشط بلغ عمره 45 عامًا فما فوق، أن يوضح لنا موقفه من حرب التحالف الوطني الديمقراطي المسلح منتصف التسعينات:
هل أيدها؟
هل شارك فيها؟
أم عارضها؟
أنا شخصيًا عارضت تلك الحرب وكتبت آلاف الكلمات ضدها، وقلت إنها أخطر خطأ استراتيجي ارتكبته الحركة السياسية السودانية، لكن مقاتلي التحالف وأتباعهم اتهموني بأن معارضتي للحرب تخدم مصالح الكيزان . وهم نفس الجماعات التي تتهم اليوم كل من أحترم حق الشعب السودان في الدفاع عن أرضه ضد الغزاة الأجانب بانه داعية حرب.
في عرف هذه الطبقة المنافقة فان إعلان الحرب لانتزاع السلطة بطولة ديمقراطية أما الدفاع عن التراب والعرض ضد الغزاة الأجانب فذلك من صفات دعاة الحرب. ويصبح التطبيع من الجنجويد ومموليهم الأجانب سلمية مدنية ديمقراطية تسر الناظرين.
فليُظهر الجميع موقفهم الحقيقي من تلك الحرب التي دعمتها إثيوبيا وإريتريا تحت العباءة القَرَنْفِيَّة والرعاية الغربية.
مصداقية أهل الكلام الكثير اليوم عن السلام يجب أن تختبر بمواقف الأمس من الحرب.
معتصم اقرع






