السودان بعد هذه الحرب يحتاج الى مجهودات استثنائية لتعويض سنوات التأخر والتدمير

من أحاجي الحرب ( ٢٦٢٦٨ ):
○ أ. Hafiz Raouf
حادثة رقص الطالب تدل على تحول كبير حدث في منظومة التعليم ولكنها لا تؤشر لضعف تربوي متعلق بالطالب فقط، انها تدل على ضعف موقع التعليم لدى ساستنا وقادتنا. ضعفه في مشروع بناء الدولة، ضعفت المنظومة التعليمية والتربوية بحيث لم تعد المدرسة موقعا للشغف العلمي والمعرفي ولم تعد تفتح امام الطلاب الطريق للتواصل مع حركة العلم والمعرفة المتطورة باستمرار. ان هيبة المدرسة وهيبة المعلم انما هي فرع من هيبة العلم الذي تقدمه بكل تأكيد

ان الجرح الذي نحتاج ان نضع يدنا عليه هو جرح الاستراتيجيات التعليمية الكبرى، جرح المنهج.. جرح المنظومة الادارية للتعليم. ان مايتعلمه طالب اليوم من خلال هاتفه اكثر مما يتعلمه من المدرسة. لم يعد التعليم المدرسي ذو صلة بحياة الطالب ولا طموحاته. لم يعد شغوفا ولا مواكبا ولا مفيدا.

برغم ماحدث من الطالب الا ان البعد التربوي في المدارس لا زال مقبولا والوعي به كبير لدى المسؤولين عن التعليم واولياء الامور. ، بل ولدى الطلاب انفسهم. إن ازمة التعليم الحقيقية في الابعاد الاخرى للعملية التعليمية والتي لا تجد من ينتفض لها ويحاسب عليها كما ينتفض لسلوك معزول من احد الطلاب.

ان السودان بعد هذه الحرب يحتاج الى مجهودات استثنائية لتعويض سنوات التأخر والتدمير ولن تعالج فجوتنا في سباق التنمية والتطور إلا بتعليم جيد ومواكب بل ومتفوق يضع الطالب مباشرة امام مشهد العلم والمعرفة والتطور العالمي ويملكه ادوات المنافسة والانجاز والتفوق..
ان مشهد التعليم في بلادنا يدمي القلب ويجني على الاجيال بقدر لا يقل عن ما تجنيه هذه الحرب المؤسفة.

Exit mobile version