منصور الصويم

8 مارس والمرأة السودانية

[JUSTIFY]
8 مارس والمرأة السودانية

يحكى أن يوم 8 مارس من كل عام، هو اليوم الذي خصصته الأمم المتحدة ليكون يوما للمرأة والاحتفاء بها وتكريمها، والالتفات إليها وإلى مشاكلها والأوضاع المؤسفة التي تعاني منها في كل دول العالم. وفي هذا اليوم يستعيد المحتفون والمحتفلون من النساء والرجال سير وذكرى نساء عظيمات أسهمن في انتزاع الاعتراف بحقوق المرأة، وفي الدفاع عن النساء في مواجهة الظلم والتهميش الذي ظللن يعانين منه منذ أمد طويل وعلى امتداد التاريخ. فالمرأة (الأمومية) بعد تقديسها وتبجيلها انقلبت عليها السلطة (الذكورية) بعد أن أزاحتها من موقع القيادة والسيادة وأنزلتها إلى قاع المجتمع مثلما يذكر التاريخ الإنساني بمختلف حقبه ومواقعه الجغرافية.

قال الراوي: في السودان درج الناشطات والناشطون ومنظمات المجتمع المدني على الاحتفاء بالرائدات في مسيرة المرأة السودانية اللائي قدمن تضحيات كبيرة حتى تحظى المرأة السودانية بموقعها الطبيعي في المجتمع وتسهم في تطوره ورقيه ونهضته، أمثال “سعاد أحمد إبراهيم، الدكتورة خالدة زاهر، فاطمة أحمد إبراهيم، سعاد الفاتح، ملكة الدار محمد أحمد، تحية زروق، عائشة الفلاتية”…الخ العقد النضيد من نساء بلادي الرائدات.

قال الراوي: بعد طغيان وسائل التواصل الحديثة، لاسيما (فيس بوك)، أصبح الاحتفاء بالمرأة في يومها، عند السودانيين وغيرهم، يشمل الرائدات ويضم معها الأمهات والزوجات والأخوات والحبيبيات والزميلات، الجميع يحتفل بالنساء ويقدم لهن باقات الورود ويبثهن الحب ويقر لهن بالود والتقدير والاحترام.

قال الراوي: 8 مارس هذا العام تحتم على الجميع الانتباه جيدا للأوضاع (العجائبية) التي تقاد لها المرأة السودانية في ظل الظرف التاريخي الدقيق الذي تعبره البلاد، فالمرأة في السودان عليه مواجهة كبرى المآزق التي تواجه المجتمعات البشرية في حالات الحروب والهجرة، فالحروب الدائرة في أطراف السودان، وهجرة السودانيين المتزايدة في السنوات الأخيرة، تجعل المرأة أيا كانت إسهامات الرجل البعيد (المهاجر المحارب) وحيدة تقاتل لأجل أن تحيا ويحيى أبناءها وتستمر الحياة.

ختم الراوي؛ قال: تسعين في المائة من الرجال الذين يهاجرون من بلدانهم هنا السودان يتركون زوجاتهم “بناتهم، أمهاتهم” لإدارة الشؤون الأسرية المعقدة.. والهجرة تترك للمرأة فسحة أمل؛ إما بعودة (أبو الأولاد) أو اللحاق به، كما تجد بعض السلوى في ما يصلها من (فلوس) تخفف عبئ المسؤوليات!

استدرك الراوي؛ قال: في الحروب أمل المرأة الوحيد في انتهائها لأن استمرارها موت لكل حياة.

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي