أطويل طريقنا أم يطول؟
*في آخر تصريح للعقيد الصوارمي، أن مجموعات متمردة تنتمي لحركة تحرير السودان قامت بعمليات تخريبية بمنطقة اللعيت جار النبي بولاية شمال دارفور.
*قامت قوات الحركة بنهب سوق القرية وممتلكات المواطنين والبنوك التجارية وحرقت ودمرت وروعت.
*وغني عن القول هنا بأن الضحايا هم مواطنون دارفوروين من يقطنون قرية اللعيت جار النبي، وأن الأموال التي نهبت والمتلكات التي دمرت من ممتلكاتهم.
*وغير بعيد عن هذا، أن قوة متمردة أخرى قد اجتاحت منطقة قونجا بولاية جنب دارفور ودمرت الدوانكي وأبراج الاتصالات ونهبت وروعت.
*ويلاحظ أيضاً أن الخاسر الأكبر هو مواطن منطقة قونجا بجنوب دارفور، وأن المكتسبات التي دمرت هي دوانكي مياه الشرب وأبراج الاتصالات التي تخص المواطن الدارفوري في هذه المنطقة.
*تتدفق أخبار النهب والسلب والقتل والترويع هذه، ودماء حروبات القبائل الدارفورية في أكثر من مكان لم تجف بعد، والقاتل والمقتول هنا هو مواطن دارفوري بامتياز.
*وحتى الآن قد أثبتت التحقيقات أن أيادي خبيثة هي التي تشعل الفتن بين القبائل الدارفورية، والاتهام يذهب إلى أيادي الحركات المسلمة التي تحتمي بإحدى القبائل في مواجهة قبيلة أخرى ومن ثم يندلع القتال بين القبيلتين.
*قوافل القاطرات ومواكب السيارات التي تحمل الخير والغذاء والتموين والتشوين لأهل أقليم دارفور، هي الأخرى لم تسلم من قطاع طرق ومتفلتي الحركات المسلحة والخاسر الأكبر والأوحد هو مواطن الإقليم.
*مشروعات البنيات التحتية التي تضطلع بها شركات وطنية وأخرى أجنبية، مثل مشروعات الطرق والتحية والإعمار هي الأخرى كانت دائماً هدفاً لنيران الحركات المسلحة والمتضرر من وقف عمليات التنمية هو الإقليم الدارفوري نفسه.
*العمليات التصالحية التي تقوم بها السلطة التنفيذية وحكومات ولايات الإقليم والادارة الأهلية، هي الأخرى قد تعرضت لمناهضة عارمة من منسوبي الحركات المسلحة بالمعسكرات، يذكر في هذا السياق ما حدث للدكتور السيسي مؤخراً في منطقة زالنجي، وهو يبشر بمشروع (المصلحة المجتمعية).
*سادتي في السلطة التنفيذية وإدارة ولايات الإقليم، لا زلت أزعم أن (الحملة التوعوية) لتعرية الحركات المسلحة دينياً وأخلاقياً ومنطقياً وتنموياً لم تنهض بعد في الإقليم، إذ أن الحل الأوفق لأزمة الإقليم تكمن في انفصال الجماهير عن الحركات المسلحة، على أن تعتمد هذه الحملة على المرتكزات الآتية.
*قتل النفس التي حرم الله, وأن إزهاق نفس بغير حق أعظم عند الله من إزالة الكعبة المشرفة، ويلتقي المسلمان بسيفيهما والقاتل والمقتول في النار.
*وأخلاقياً غير مبرر قتل أهل الإقليم ومهاجمة القرى الآمنة ووضعهم ما بين النزوح والتشريد والترويع ورحمة المنظمات الحرام، إذ لا يعقل أن الحركات التي نهضت لأجل إنسان الإقليم أو شيء تفعله أن تجعل منه ضحية كبيرة.
*الحركات التي نهضت على قيم التنمية ومسوغات الإعمار والعدل والرفاهية والتحرير، هي بالأحرى تهزم أجندتها ومشروعاتها، إذ كيف لحركة تناضل في قتل أهلها.
*أكثر من عقد من الدمار والإقليم اليوم أسوأ حالاً من أيام ما قبل نهوض الحركات، ولا زال الطريق طويلاً للوصول بالبندقية إلى أي مطلوبات.
*هذا عن الإقليم غير أن هذه الأزمة تقعد بلداً بحالها، وهي على حساب حليب الإطفال والأدوية والأمصال والحياة الكريمة ومستقبل أجيال الأمة السودانية.
*أتصور أننا نحتاج لعصف ذهني كبير يخلص إلى إنتاج (حملة إعلامية عبقرية)، وإتاحة فرصة لصوت الأغلبية الدارفورية الصامتة والمغلوبة على أمرها.
*ليس هذا كل ما هناك..
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي