د/ عادل الصادق المكي

جدو.. الله يهدو

[JUSTIFY]
جدو.. الله يهدو

جدو الله يهدو.. مقطع من غنية بناتية شبابية وأيضا يتغنى بها بعض الضكور الرايح ليهم الدرب.. كانت تحتل الساحة والاضنين ردحا من الزمن.. وبدأت في التراجع.. إلى أن سمعتها قبل أيام صدفة.. وأنا في إحدى وسائل النقل العام.. أمجاد.. وقد شغلها لي سايق الأمجاد.. وهو يهتز طربا.. وفرحا.. بانو جدو قد داعوهو وربنا يهدو.. وكل مرة يقبل علي ويقول لي “الدرعة دي كيف يا عمك؟”.. واتلفت أنا باحثا عن الدرعة.. “الدرعة وين يا ولدي؟”.. فعرفت أن الدرعة هي مصطلح يعني المشكلة النصيبة البلوى.. الخ.. وسايقي الطروب لهددان جدو.. مبسوط جدا لهذه الأغنية.. واعتبرها درعة تستحق الاستحسان والإعجاب والإشادة.. “كلو من جدو.. جدو الله يهدو.. وكلو من وايل.. وايل قفل الموبايل”.. ابديت للسواق كامل تعاطفي مع الجد.. وشجبي وإدانتي لي الأستاذ وايل القفل الموبايل.. وسجلت صوت لوم ضده.. لكن جدو أرى فيه كبش فداء.. أرادت الباكية أن تفتديه بشاكوشها الذي اخدته في رابعة النهار من وايل.. وفي مقاربة سريعة وجدت علاقة قوية بي (حامد) وبين (وايل).. حيث ان حامد هو صاحب المرض الشهير (مرض حامد).. وأضيف إليه (مرض وايل).. ومرض وايل مرض عضوي يصيب الإنسان لانتقاله بواسطة الفئران من فصيلة الكلاب.. وأيضا اتضح أنه مرض نفسي.. من سياق غنية “جدو الله يهدو”.. وحامد صاحب المرض الغرامي المعروف.. لم يتجرأ أحد أي يداعيهو “كلو من حامد.. حامد شاكوشو جامد”.. ودعا زي دا يندرج تحت إشانة السمعة واغتيال الشخصية للأستاذ حامد.. بدأت أغاني البنات تضج بدعا ومداعاة ذوي القربى منذ ستينيات القرن الماضي.. عندما غنت النائحة علي (اللبن) “ابو لي بي يا اللبن ابو لي بي”.. وهي تداعي ود العم “اريتو بالعم عم.. العيشتو كلها هم”.. وود الخال اريتو بالخلخال.. عندما كانت الفتاة لا تعترض على زواجها من اي كائن كان.. فتعبر عن ذلك بهذا الدعوات التي ليس بينها وبين الله حجاب.. فيعمى ود العم وتقعد هي تضاير فيهو من محل لي محل.. ويصاب ود الخال بجلطة تصيبه بشلل نصفي يقعد يلغلغ.. يومو كلو.. وهي ما عليها إلا أن تقول “حليلو هو.. اللغلغة دي حدها متين؟”.. فترتد عليها الدعوات.. وتكون اول الخاسرين.. ونجد أيضا في غنية (جدو الله يهدو) دعوة للحبوبة.. “كلو من حبوبة.. حبوبة اريتا بالرطوبة”.. وهي دعوى فيها تعميم شديد.. مما اصاب كل من هي في مرحلة الحبوبة بكعوجة وكلوجة الكرعين.. فقلما تجد حبوبة ماشة عديل.. فاصبحت كل حبوبات وطني العزيز يشكّن الرطوبة ووجع الكرعين ويباس الرُكب.. أجد العذر لفتيات الستينيات المقهورات.. لكن فتيات الربع الاول من الالفية التالتة لا عذر لديهن.. في ان يداعّن.. إلا يكونن من باب تعاين في الفيل وتطعن في ضلو.. وهنا الفيل هو صاحب الشاكوش.. وضلو (الجد أو الحبوبة) أو الاثنين معا.. مع تمسكهن بايديهن وكرعيهن بقانون الظل “ضل راجل ولا ضل حيطة”!!

[/JUSTIFY]

الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي