قوش.. والصيحة.. والحقيقة أين؟!
<.. و«الصيحة» تعلن أمس «قوش نصح الرئيس بالإطاحة بعلي عثمان ونافع». < ونيفاشا.. وإبعاد قادة الإسلاميين من الحكومة الأخيرة.. وانشقاق الإسلاميين. < عام «2000» ومقتل قرنق.. والأحداث الكبرى السودانية ما يجمع بينها «كلها» هو : أنه لا أحد يعرف حقيقة ما جرى! < وحديث الصيحة الآن مثل ذلك. «2» < والروايات العشر التي نحملها منذ سنوات عن قوش والآخرين تقص عشرين حكاية مختلفة. < لكن الروايات هذه ما يجمع بينها هو أن «قوش» ـ لأسباب مزدحمة ـ ليس هو من ينصح البشير بالإطاحة بعلي عثمان ونافع.. وهو معهم. < وقريب الأحداث هو: < الفريق عبد الرحيم بعد صلاة المغرب أول مساء الثالث من أبريل 2011 يجد البشير يميل عليه يطلب دعوة قوش للقائه. < قال عبد الرحيم في نفسه : سألت نفسي ـ لماذا لم يطلب من مدير مكتبه «طه» أن يقوم بالمهمة هذه.. ثم ظننت أن الأمر يعود إلى «الحساسية» المعروفة بين طه وقوش. < وليلة الثالث عبد الرحيم يدخل ومعه قوش «والحكاية قصصناها من قبل». < والبشير يحدث قوش عما بلغه من أن قوش يعد لعمل ضد الدولة. < والبشير بلغته الحازمة المهذبة يقول لقوش : أثق بك ـ وتعرف أنت أنني عملت بمشورات كثيرة منك.. بعضها كان أن جئنا بالفريق محمد عطا من يوغندا ليصبح مساعداً لك و.. قال الرئيس لقوش : أثق.. لكنك تعلم أن مدير جهاز الأمن يجب أن يتمتع بثقة تبلغ «100%» بينما أنت الآن تفقد بعض الدرجات. < والرئيس الذي يقيل قوش يجعله مستشاراً أمنياً له قال البشير لقوش : الوظيفة هذه نعلم أنها نوع من مركز التفكير المسبق قال عبد الرحيم يكمل الحديث : الوظيفة هذه كان يشغلها الطيب إبراهيم.. لكن الطيب اشتبك مع هذا وهذا. < والمشهد تمتد تفاصيله الطويلة لكن ما يبقى منه هو أن قوش يفقد الكثير من ثقة الرئيس بعد الحديث هذا. < وقوش يفقد أكثر عبر اتهامه بعدها بالاشتراك في انقلاب ود إبراهيم. «3» < هذا بعض ما يصنع قوش من هناك. < ثم بعض ما يصنع علي عثمان ونافع من هنا هو : قوش ينغمس في مشروعات استثمارية واسعة وجزء منها يسع بعض أمراء الخليج.. وآخر يذهب إلى بهجت «أشهر أثرياء مصر» وجزء كان يصل إلى عمر سليمان .. مدير مخابرات مصر الراحل وبعضها وبعضها. < أيام المشهد الأول كان البشير يدعو قيادات الحكومة للتشاور حول قوش «بعد المحادثة المغلقة بينهما».. والتي لم يشهدها عبد الرحيم محمد حسين. < و نافع يتعمد الغياب عن اللقاء هذا.. فالرجل.. نافع.. كان يعلم أن شهادته مطعون فيها.. لأن بقايا الحريق القديم بين الرجلين كان شيئاً لا يزال يرسل خيوط الدخان. < «نافع كان مديراً لجهاز الأمن ويُتهم من مصر بالتخطيط لاغتيال مبارك عام 1995ـ وتنظيم إسلامي يعترف بعدها بفترة أنه هو من ذهب لاغتيال مبارك». < وعراك واسع بين قوش ونافع يمتد من قبل ومن بعد. < وقوش يعرف أن نافع كان يرفض تعيين قوش مستشاراً بعد إقالته من إدارة جهاز الأمن. < وقوش كان من يمنعه من قيادة الحزب هو نافع هذا. < ... و... و.. < وحسابات قوش التجارية والسياسية تذهب كلها إلى ما يجعله يحرص على عدم لقاء نافع في الطريق. < وقوش يجد أن علي عثمان القوي الصامت المتفرد يصبح «دغلاً» مظلماً لا يعرف دروبه. < ومعرفة هذا ومعرفة أشياء أخرى كلها تجعل قوش يحرص بدقة على «ألا يضطر الرئيس للخيار بينه وبين أحد من هذين». < والمشاورات الآن بين الوطني والأحزاب لعلها تعيد إلى الذهن حديث قوش الذي ينفرد به مع الأحزاب. < وحديث مساعده «حسب الله» ـ الذي يكسر عنق حواره بضربة واحدة حين يعلن «أن كل شيء خاضع للحوار حتى الشريعة». < وبعض ما يكسر عنق الحوار يومئذ ويكسر أعناقاً أخرى هو أن بعضهم يحدث جهات أمريكية عن شيء يشبه الانقلاب. «7» < ولسنوات ننطلق نجمع حديث نيفاشا من أفواه أهلها.. ونجد أنه لا يتفق اثنان على شيء. < قبلها نسمع ونقرأ لمن كتبوا عن: دار الضيافة «المذبحة».. ثم لا يتفق اثنان على شيء. < وعن يوليو 76.. وعن أكتوبر.. وعن الانتفاضة وعن تمرد خليل وعن.. وعن. < ونسمع من أفواه من صنعوا الحدث.. ثم لا يتفق اثنان على شيء. < و.. و.. < ونفهم لماذا قالت «الصيحة» ما قالت أمس عن قوش ونافع وعلي عثمان. < خطأ كله لكن.. المشهد السوداني يكرر نفسه في الصيحة هذا هو كل ما هناك. < لكن.. متى يتوقف الدوار هذا.. ونكتب تاريخاً حقيقياً. <<< بريد : أستاذ : ليس كل من استدان وعجز هو لص أو يريد محاربة الدولة. < وأصحاب المصارف/ المديرون/ وعدم محاكمتهم هي الجريمة الحقيقية. < الجريمة ليست هي «ارتكاب» الجريمة.. الجريمة هي عدم المحاسبة عليها. < والقضاء الحقيقي يلزم المدين بالعمل ـ ولو بالطورية ـ حتى يسدد ديونه. < وليس بإغلاق الباب عليه ثم مطالبته بالعمل. [/SIZE][/JUSTIFY]آخر الليل - اسحق احمد فضل الله صحيفة الانتباهة