منصور الصويم

معارض الكتاب وانزواء السودان


[JUSTIFY]
معارض الكتاب وانزواء السودان

يحكى أن معارض الكتاب في مختلف الدول أصبحت تمثل أهم التظاهرات الثقافية السنوية، التي تجذب ملايين الزوار، وتحولت مع الوقت إلى جانب كونها نشاط ثقافي موسمي كبير إلى نشاط اقتصادي واستثماري ضخم، بالنسبة للدول المستضيفة للمعارض ولدور النشر، التي أصبحت مشاركتها في هذه المعارض تتعدي الموسمية في نطاقها السنوي وتتحول إلى نشاط شبه يومي مكوكي، باعتبارها متنقلة على مدار العام من دولة إلى أخرى في حالة مطاردة لا تنتهي لفعاليات هذه المعارض التي تصنف بأنها دولية، وذلك لضخامتها وللاهتمام الذي توليه لها الدول ولحجم المشاركات التي تتجاوز اللغة الواحدة والثقافة والوحدة والاتجاه التخصصي الواحد، فمعارض الكتاب أصبحت مهرجانات يتم الإعداد لها بعلمية في التنظيم والدعوات والمشاركات حتى تجتذب أكبر قدر من المشاركين والزوار وبالتالي أكبر عائد من المردود الاقتصادي.

قال الراوي: في جانبها الثقافي تمثل معارض الكتاب الدولية فرصة طيبة للكتاب والمؤلفين في مختلف ضروب المعرفة لتقديم إنتاجهم للقارئ والناقد والمترجم، كما تمثل بالنسبة لهم فرصة للتلاقي وإدارة الحوارات المعمقة، واللقاء المباشر مع قراءهم من خلال ما بات يعرف بـ(حفل توقيع الكتاب)، وهو تقليد إلى جانب دوره الإعلاني يجسر العلاقة بين الكاتب والقارئ، ويدفع باتجاه اتساع دائرة المقروءية للكاتب ويشجع على اقتناء كتبه، ومناقشته حول ما يكتب بشكل عفوي دون وسيط (إعلامي أو غيره) وهي علاقة تواصلية مهمة لا سيما لدى الأجيال الجديدة من القراء الذين قد يمثل جزء كبير منهم مشاريع مستقبلية لكتاب قادمين.

قال الراوي: الأشهر الأربعة الأخيرة شهدت أكبر مواسم الكتاب العربي في معارض (القاهرة، الدار البيضاء، مسقط والرياض)، وفيها تم عرض عدد مهول من الكتب، وتمت مئات المشاركات والندوات لكتاب عرب من مختلف الدول، واستضافة لعدد كبير من المترجمين ودور النشر الأجنبية، وحققت بلا شكل عوائد ضخمة سواء بالنسبة للدول المستضيفة أو دور النشر، وكمثال حقق معرض الرياض الدولي للكتاب هذه النتائج الأولية: “مبيعات الأسبوع الأول حققت ما يقارب الـ 38 مليون ريال منذ افتتاحه للجمهور يوم الأربعاء الماضي، ونسبة الحضور تجاوزت المليون زائر من كافة أنحاء مدن المملكة”. هذا في الأسبوع الأول والمعرض لم ينته بعد!

ختم الراوي؛ قال: معرض الخرطوم الدولي للكتاب، في سنواته الأخيرة، لكل من زاره تأكد له أن هذا المعرض على فراش الموت وأنه في حالة احتضار بطيء، فدور النشر الشهيرة (عربيا) هجرته، وأسعار كتبه (القليلة) ليست في متناول اليد، وزواره في كل عام يتناقصون.

استدرك الراوي؛ قال: حتى مشاركة دور السودانية في المعارض الأخرى تقلصت وفي طريقها للتلاشي.
[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي