احلام مستغانمي
بهذا الركب وصلنا الى هذا المطاف ..( 2 )
و اسألوا أهل العلم يخبروكم بما يُبكيكم، فما عاد بإمكان الجزائر أن تعوّض تلك النخبة المتميّزة من أبنائها ، التي فقدنا نصفها على يدّ الإرهابيّين، و النصف الآخر بالقهر و التهميش والتحقير حدّ إرغامها على الهجرة الى بلاد الله الواسعة .
وكأنه لا يكفي أن نخسر نخبتنا و لغتنا ، فلقد اعتمدنا من دون شعوب الأرض هذا اللباس اللقيط الذي نرتديه ،و لا هويّة له و لا تاريخ ،بينما تُخصّص تونس يوماً رسميًا للاحتفاء باللباس الوطني ، بإجبار التونسيين على ارتدائه في يوم محدّد، يذهب فيه التونسيون جميعهم إلى العمل بزيّهم الوطني. أمّا عندنا فمع موت كل عجوز قسنطينيّة تموت ملاية ، و يختفي في العاصمة ” الحايك” و” العجار” لتحلّ محله ثياب نسائية غريبة عنّا ، و يستبدل الرجال البرنس الذي كان وجاهة أجدادنا ودليل عنفوانهم ، بالزي الأفغاني العجيب.
وكل هذا على علمي ، مشروع ثقافي، وطنيّ سياديّ ، معنيون جميعاً به ،سواءً أقمنا في الجزائر أم خارجها . ذلك أن معركة الهويّة إن خسرناها سنُلحق بأنفسنا ضررًا لم يُلحقه الأعداء بنا. . يتبع
الكاتبة : أحلام مستغانمي