الأُنس مع أحبابي… الكتب
.. اعتدنا أن نكتب على هوامش صفحات الكتب.
.. والحكاية في كتاب تقول إن إمام الأنصار «الصديق» يجعل أحد الأقباط يدخل الإسلام.
.. وأحدهم ــ وكان ساخطاً على ابن الإمام ــ يقول ساخراً
: مبروك يا سيدنا الإمام.. أنت في كل يوم تجعل واحداً يدخل الإسلام.. وابنك هذا في كل يوم يجعل عشرة يخرجون من الإسلام.
.. والحكاية نكتب على هامشها
«.. مثلما يفعل بعض أعضاء الوطني الآن… أيام الحوار».
.. ونستطيع أن نحترف رسم الكاريكاتير.
.. وكاريكاتير نرسمه في صحيفة الإنقاذ.. وفي الرسم شرطي يؤدي تحية صارمة لــ «شماعة» تحمل ملابس أحد الضباط.
.. والشرطي في فمه سيجارة بنقو وعيونه ثقيلة.. والشرطي يقول للضباط «أو الشماعة التي يحسبها الضابط»
: كلو تمام سعادتك.. البنقو المقبوض فحصناه.. طلع فالصو.
.. والكاريكاتير نكتب على هامشه تعليقاً يشير إلى بعض من يكتبون الآن عن قضايا حساسة.. ويحسبون أنهم يخاطبون الجمهور.
.. ونسمع في الأُنس أن السيد أحمد خير وزير خارجية السودان في الستينات ــ وفي جلسة أُنس بالحلفاية تجمعه مع دبلوماسيين أجانب ــ يستمع لسفير دولة أوروبية كبيرة.
.. السفير يشتم السودانيين.
.. وأحمد خير «يرزع» السفير صفعة أصبح لها رنين في أوروبا.
.. والحكاية هامشها عندنا يقول إن الدفاع عن السودان لا يعلم أن أسلوب الصفعة الآن هو أسلوبٌ ينسف البيت السوداني وليس بيت العدو.
.. وفي كتابٍ حكاية عن شاب أيام البصرة.. ووالدته تلحُّ عليه
: توضأ وصلّ.. توضأ وصلّ.
.. والشاب يقول للأم
: اسمعي ــ هذان اثنان فاختاري ــ إما أن أتوضأ ولا أصلي، وإما أن أصلي دون أن أتوضأ.
.. والحكاية نكتب على هامشها
: استجابة بعض الأحزاب للحوار هي نسخة من إجابة الشاب هذا.
.. وبودلير الشاعر الشهير في ديوانه بيتٌ يقول
: ليت نساء العالم جُمعن في واحدة.. أحصل عليها واستريح.
.. والبيت نكتب على هامشه
: كل كاتب صحفي يشتهي أن يجمع الله كل مشكلات السودان في واحدة.. يصل إلى تصور لها ويستريح.
.. لكن رواية ممتعة تجيب.
.. وفي الرواية رجل عجوز ممزاح تمر به إمرأة جميلة فيصرخ
: يا رب ــ كل الرجال تموت ــ إلا أنا.
.. والمرأة تجيبه بنصف جد ونصف هزل
: ولو ــ برضو مش رايحة أقبل بيك.
.. ولا شيء مريح تماماً ولا مشكلة لها حل كامل.
.. ومنطق آخر يعمل ــ وتحمله الكتب.
.. وكتاب «تخوم العالم» يصدر عام «1843» والكتاب يقول إن السودان يبدأ ــ حين يشرع في البحث عن الذهب.
.. وعلى هامش الكتاب نكتب
: يبدو أننا نبدأ ــ فنحن نعود للبحث عن الذهب.
.. وستالين نقرأ أنه يصدر قراراً.. ومستشاروه يقولون له إن هذا القرار يغضب البابا.
.. وستالين يوجز منطق العالم الجديد كله ــ حتى اليوم ــ وهو يقول لهم في دهشة
: كم دبابة يملكها البابا؟!
.. والحكاية نكتب على هامشها
«ترسل إلى أهل المحادثات مع عرمان ومناوي والعالم و…»
.. وكتاب يصدر قبل مائتي عام يقول
: يستحيل أن يرضى عربي بحكم عربي.
.. والجملة نكتب على هامشها حكاية قطر والسعودية اليوم.
.. ونكتب ملاحظة بعضها.
.. لكن السودان
.. ما بين حكم «ونجت» وحتى اليوم يستبدل حكم المخابرات الخارجية المباشر بحكم المخابرات الخارجية التي تكسر عنقها الآن لتدير السودان بالمنظمات والتمرد و… و… و
.. وكأنه يرسم الصورة.. الصورة الحقيقية للسودان اليوم وللعالم فقرة في كتاب «نظرية النسبية» تقول
: يستحيل عليك أن تقوم بتعريف نقطة في الزمان أو المكان والسبب هو أنه يستحيل تحديد نقطة في المكان إلا «منسوبة» إلى نقطة ثابتة.. خلفها أو أمامها أو بعدها، ولا توجد في الكون كلمة نقطة ثابتة.
.. الجملة نكتب على هامشها
«أروع وصف لمشكلات السودان اليوم».
.. وبيت شعر في كتاب يقول
«فصاحة اليدين أعجزت فصاحة اللسان
وأنت لا تزال يا سحبان
مجلجلاً برائع البيان»
.. الشعر نكتب على هامشه
: لعناية رئيس وفد مفاوضات السودان مع التمرد.
آخر الليل – اسحق احمد فضل الله
صحيفة الانتباهة