مليشيات الشركات الأمنية
واحدة من مشاكلنا التي جدّت علينا وانتشرت كما انتشار النار في الهشيم ظاهرة «التقليد والمحاكاة» التي لم تستثن شيئاً وأصبح الكثيرون يعيشون على أفكار الغير لتتعطل بذلك ماكينة التفكير عندهم وابتكار الجديد… كدي خلونا نبدأ في الغناء، أول ما فنان شاب ردد أغنية مسك فيها أحياء الخرطوم من الكبري إلا وتبعته قافلة من المرددين وليس المجددين، وهاك يا أغنية من شاكلة نمسكها من الكبري، حصداً لقبول أغنية أخرى دون اعتبار لتقييمنا لها هبوطاً أو سقوطاً أو إبداعاً.. حاجة ثانية شاهدوا البرامج التلفزيونية على مستوى كل القنوات وكدى افتحوا شاشاتكم ما بين العاشرة صباحاً وحتى الحادية عشرة ستجدوا كل القنوات تقدم برنامجاً صباحياً من شاكلة «الإف إم» بذات الكيفية وذات الطريقة وذات الأسلوب والأمر لم يستثن حتى التلفزيونات الولائية، وأصفها بالولائية رغم أن من أنشأوها يدعون فضائيتها التي لا أعرف لها تفسيراً غير أنهم يدفعون «شيء وشويات» في قمر صناعي والفضائية لا يخرج تأثيرها عن الولاية، ومحطة تقوية في بورتسودان أو كسلا كانت كفيلة بسد الحاجة لها!!! تقليد ثالث، وده على مستوى البزنس وكدى إبقى راجل أو تبقي مره تفتح محل في شارع من الشوارع يجذب المارة والمشترين تفتح عينك ثاني يوم من الصباح تلقى ذات السلع وذات الفكرة لمحلين يحيطان بك إحاطة السوار بالمعصم !! دي هينة لكن المحاكاة وصلت حدها في حكاية الشركات الأمنية هذه والتي أصبح منسوبوها مسؤولين تماماً عن استتباب الأمن في كثير من المرافق المهمة والحيوية وحتى الحكومية وإن كان تواجد هذه الشركات يمكن أن يكون نوعاً من البرستيج في المطاعم أو الفنادق أو أيّاً من الأماكن السياحية، لكن ليس منطقياً أن ينتشر منسوبو هذه الشركات حتى في الأماكن الحكومية والوزارات ويتقهقر أمامهم الدور الشرطي الذي يفترض أن يكون هو سيد الموقف بأمر القانون، ولعل خطورة وجود هؤلاء الأفراد هو إحساس الموطن نحوهم «بالملكية» مما يقلل من عوامل الهيبة والرهبة خاصة وأن بعضهم هو بالفعل «ملكي» في سلوكه وغالباً ما يدخلون في مشادات كلامية مع المواطنين الذين لا يرون وضعاً رسمياً لهم أو أنهم مجرد موظفين عاديين يحملون صلاحيات لا أدري من أين يستمدونها وما هي حدودها.. ولعل ما حدث في مطار الخرطوم أمس الأول وأفراد شركة أمنية يحتلون مواقع رصفائهم من أمن المطار يجعلنا ندق ناقوس الخطر من تمدد هذه الشركات في مواقع حساسة وإستراتيجية بل وأمن قومي وكأن البلد ناقصة جيش وشرطة وأمن وقوات خاصة حتى تتم الاستعانة بشركات أمنية.. اتساءل رن دخل زحد منسوبيها في «شكلة» مع مواطن لمن ينحاز القانون، هل ينحاز لمنسوب الشركة أم ينحاز للمواطن؟ في كل الأحوال، إن تنامي ظاهرة «مليشيات» الشركات الأمنية سيدخلنا في نفق من تضارب الصلاحيات لا لزوم له وتمددها بهذا الشكل يقلل من دور الجهات الأمنية والنظامية التي عملها وواجبها ومهامها حفظ الأمن والنظام أما ناس «القشرة» ديل فيمكن الاستعانة بهم إن فكرنا في إقامة مهرجان سينمائي يفرش فيه البساط الأحمر حيث الناس رايقة وظريفة وأضمن عندها ألا يحدث احتكاك أو انفلات.
كلمة عزيزة:
من واقع مشاهد كثيرة وصلت إلى قناعة راسخة أنه البلد دي من الآن وحتى الانتخابات القادمة حيحدث فيها «خبت» زي الخبت وبعضهم يدرك تماماً أن جلوسه على منصبه لن يتكرر وبالتالي لن يفوت الفرصة في أن يعبئ خزائنه بأي شكل كان «كومشنات»، عطاءات ،أجر مناولة أي حاجة المهم ألا يفوت المولد لأنه الحكاية ما مضمونة!!
كلمة أعز:
بدون خجلة وذرة حياء قدم منسوبو محلية الخرطوم إيصال عوائد بثلاثة ملايين جنيه للمنزل المؤجر من قبل منظمة طوعية لأطفال سرطان الأطفال بالصحافة.. أخي عمر نمر هذا المنزل مؤجر بالعمل الطوعي، وسكانه الفيهم مكفيهم، رسوم العوائد الثلاثة ملايين ينتظرون مضاعفتها عشر مرات من محليتكم ليواجهوا ظروف المرض اللعين.
[/JUSTIFY]عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]
لافوض فوك استاذه / أم وضاح – تسمع إن ناديت حياً ولكن لاحياة لمن تنادي – مافي مسؤول براجع مثل هذه الأراء حتى ينصلح حال البلد؟؟؟؟ !!!!