سعد الدين إبراهيم

ضيف ديكتاتور

[JUSTIFY]
ضيف ديكتاتور

– المجاملة نظام سوداني إيجابي النشأة لكنه عند بعضنا زاد عن حده فانقلب إلى ضده.. فأصبحت المجاملة عبئاً ثقيلاً علينا.. تربك برنامجنا وتفسد أجندتنا وتدخلنا في حيص بيص..

– وهناك مجاملة خاصة مقدور عليها.. أن يفرض عليك أحد الضيوف أن تسامره بينما حقيقة أنت محتاج لأن تنام.. أو أن تضطر إلى بذل وقت وجهد فيما لا طائل منه..

– وأقسى أنواع المجاملة (شافع الضيفان) الشقي.. وقد أطربني الشاعر الشاب (عاطف مامون) حين شبه عذاب عيون محبوبته باحتمال شفع الضيفان..

– وفي ذات يوم.. جاءنا ضيف ومعهم (شافع) عينة.. واستطاع بمنتهى السهولة أن يحول الديوان (المفرش المرتب) إلى فوضى عارمة..

– منذ دخوله الميمون.. استلم الريموت كنترول واستخدم ازراراً لا نجئ بقربها.. (فطشت) القنوات وأحدث خللاً احتاج إلى مراجعة قاسية خاصة ولم نكن نعرفه (داس شنو) وعند سؤاله (دست ياتو زر يا ولد ؟) ناص وماص ولم يدل بإفادة مفيدة!

– بعد ذلك قطع باقة زهور إصطناعية شر تقطيع بينما كانت والدته تنظر إليه وهي تبتسم مع تحذير لا يغني ولا يسمن تمثل في: أقعد ساكت يا ولد!! وهو مستمر في التقطيع.. الحمد لله إنني أكره الزهور الإصطناعية.. ولم أكن راضياً عنها لكنها صادفت هوى عند واحد من ناس البيت فاقتناها..

– بعد ذلك تحول إلى مكتبي.. وعبث ماشاء له العبث بمحتوياته.. لكنه اختار الموضوع الذي كتبته للصحيفة بخط منمق.. وأعمل فيه بالقلم شخبطة ولخبطة.. انتهى من ذلك فانتبه إلى آنية الحلوى الفخمة.. فأخذ يقشرها ويرمي بها والسيدة والدته تقول له بهدوء مغيظ.. ماتقعد ساكت!! وهو مستمر في عملته.. باختصار (الشافع) لم يترك شيئاً سليماً.. ولا مغلقاً.. أما كون إنه كسر كباية.. ودلق محتويات الجك.. وصب اللبن في السكر فهذه أشياء بسيطة..

– والمجاملة اللعينة تفرض علينا أن نحتمل كل مايبدر منه.. فلو زجرناه أو (شاكلناه) اعتبر ذلك عدم رغبة في حضورهم وتعتبر هذه (فسالة) منك, وقد نتعرض (لشيل حس) يصور الحكاية على هوى الناقل (فيصبح الغلط لابسك من راسك لي كرعيك) وربما تحكي القصة مبتورة (فجأة كدى الراجل قام على الولد وضربو) والسامع هنا لا يملك إلا أن يتخذ موقفاً ضدك وضد فسالتك ويمكن أن يكون من النوع المكابر فيقول: «أفرض الولد غلط.. ماقادر يستحملو دقيقة ولا دقيقتين».

– لذلك تضطر أن تحتمل مجاملة.. هذا طبعاً نموذج بسيط.. وكم من مجاملة تفرض عليك وساطة لمن لا يستحق.. أو خدمة شاقة عليك..

– وإن كان للصبر حدود فإن المجاملة في مجتمعنا بلا سقف: وأن تكون مجاملاً في مجتمعنا أن تكون عبيطاً أو فاضياً أو صبوراً.. وفي النهاية يطلع عليك من يعظ: ياخي ما تجامل على حساب نفسك!
[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]

تعليق واحد

  1. [SIZE=5]أسوأ أنواع المجاملة أن تعزم واحد علي وجبة غداء، ولا يأتي ولا يعتذر … وقريب المغرب كدا، يتصل عليك ويقول ليك : معليش ما قدرت اجي للغداء لكن بجيكم عشاء وما تقدر تقول ليهو ما تجي (قول ليهو تجيك الجارة حبالها .. وكت شريتنا في الغداء ما خلاص .. جاي تاني تمرضنا في العشاء مالك !! )[/SIZE]