جريمة نافع علي نافع..
أتمنى أن يجيئ ذلك اليوم الذي نجد فيه الشجاعة لمحاسبة أنفسنا، ومحاسبة الآخرين ومنحهم فرصة محاسبتنا دون حساسيات، لكن هذه الأمنية تندرج في باب المستحيل، إذ يريد أكثرنا محاسبة غيره، وفق معايير خاصة، ويطلق أحكامه تلك داخل مجالس الأنس أو (الخبث) في الصالونات أو المكاتب أو القاعات المكيفة، أو حتى في تجمعات(ستات الشاي) تحت الأشجار وعلى الطرقات.
خطورة المحاكمات (الخاصة) دون مثول المتهم أنها تكون وتظل بلا شرعية طالما أن المتهم (غائب) وتظل (غيبة) بغيضة، وعيباً كبيراً، لكن الأخطر من تلك المحاكمات الخاصة إنتقالها إلى الوسائط الإعلامية كافة، خاصة في الصحافة ا لورقية، والمواقع الإلكترونية، لأن الأحكام الخاصة و (الغبية) تصبح بلا شك أحكاماً عامة، وتتحول (الشبهات) إلى (حقائق) و (الظنون) إلى (واقع)، وتخرج الأحكام الجائرة إلى الملأ، وتتحول بقدرة قادرة ومقصد قاصد إلى محاكمة رأي عام، لا عقوبة عليها لكن وقعها وأثرها النفسي والمعنوي سيظل عالقاً ومعلقاً على رقاب المحكومين و (منشوراً) على حبال التاريخ التي لا يبليها الزمن.
إحدى الصحف – حديثة الصدور- والتي نكن للقائمين على أمرها إحتراماً قام على معايشة وعمل وتاريخ تعامل، قامت بما يمكن أن نعتبره (سقطة) مهنية كبرى، بأن نشرت خطاً رئيسياً على صفحتها الأولى، يشير إلى القبض على شقيق الدكتور نافع علي نافع، متهماً في جريمة مازالت الشرطة والأجهزة العدلية تحقق فيها ، والقاريء في هذه الحالة، لا يعرف سوى أن القصد من النشر هو (إدانة) الدكتور نافع علي نافع من خلال(إتهام) شقيقه وآخرين في تلك القضية.
لا ندافع عن الدكتور نافع ، فللرجل طريقته ومحاموه ومن يشاء الله ليدافعوا عنه، لكننا أردنا التنبيه إلى ضرورة (الإلتفات) إلى القواعد المهنية، لا (الإنفلات) منها لتجريح الآخرين وتجريمهم.
وقد إعتذر رئيس مجلس إدارة الصحيفة عن ذلك الحدث، وعلمت أنه إنتقد من أعدوا له وخططوا ونفذوا ونشروا، ربما تصفية لحسابات شخصية مع (رجل الانقاذ القوي) الذي ترجل عن مواقعه الرسمية مؤخراً، وهذه محمدة للرجل الذي نعرفه يخشى الله ويتقيه، والذي نتفق معه في بعض ما يقول به، ونختلف في كثير مما ينادي به.. (السقطة) لم تكن واحدة بل تكررت بالاساءة لأحد الوزراء من خلال ربط تصرفات إبنه بمنصب أبيه الوزير، ونذكر يقول الله تعالى(ولاتزر وازرة وزر أخرى) وقد تكرر في عدة سور هي (الأنعام) و (الإسراء) و (فاطر) و (الزمر).
نعم نذكر بقول الله تعالى ذاك الذي يعني ألا تحمل حاملة ثقل أخرى، ولا تؤخذ نفس بذنب غيرها، إذ أن أصل (الوزر) الذنب مثلما ورد في كثير من الآيات، وقد أجمع المفسرون (القرطبي) و (ابن كثير) وغيرهما على هذا المعنى.
لقد تمت محاكمة الدكتور نافع علي نافع (بجريمة كبرى) هي أنَّ له أخاً شقيقاً متهماً في قضية لم يفصل فيها القضاء بعد.
إتقوا الله.
بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]
فعلا شقيق نافع لا يهمنا ببصلة ولكن بذات القدر لولا نافع وصولجان نافع ونفوذ نافع وصلف نافع وفاتية نافع وجلاوزة نافع وكلاب نافع من بني الامن لما تجرأ شقيقه على فعلته. فبغير نافع يظل شقيقة مواطنا عاديا يمشى على الطريق المستقيم شأنه شأن بقية السودانيين. فمن كان سيعرف بعبدالله البشير او على البشير لو لم يكونوا اشقاء لكبير اخوانه البشير ومن كان يأبه لقاتل الشهيد صلاح سنهوري لو لم يكن ابن اخت بكري حسن صالح وعلى ذلك قس. واذا كان شقيق نافع قد قتل فقد قتل بصيت اخيه الذي جعله يشعر بانه فوق القانون ولو كان نافع في القصر لما وجد بلاغ أهل القتيل طريقه الى النيابة ويكفي ان نافعا قتل الدكتور على فضل وعذب زميله الدكتور فاروق ابراهيم وحتى اليوم لم يساءل نافع .. ولكن كل شئ عند الله قريب، بس انتو خلو حرق البخور ومداهنة نافع ورهطه وحدثونا عما يجري بين جلاوزة الانقاذ (كبر وموسى هلال) وتدهور علاقاتنا الاقتصادية مع الخليج وارتفاع الدولار وقفة الخضار والحوار اللى كلمنا عنه الرئيس في خطابة الهبوبي قبل 53 يوم ومازلنا في دوامة اللف والدوران واللت والعجن.