منصور الصويم

أقدم مريض سرطان “سوداني” مات قبل 3 آلاف عام

[JUSTIFY]
أقدم مريض سرطان “سوداني” مات قبل 3 آلاف عام

يحكى أن بعثة مكونة من علماء آثار بريطانيين اكتشفت أن أقدم حالة إصابة بمرض السرطان تعود إلى ما قبل ثلاثة آلاف عام، وذلك بعد اكتشافهم لهيكل عظمي دللت الأبحاث العلمية على انتشار المرض في سائر جسده، مما أدى إلى وفاته وهو ما بين العشرين والثلاثين من العمر، وأن هذا الهيكل البشري يعود إلى إنسان سوداني عاش جوار النيل قريبا من مدينة الخرطوم في ذلك الزمن البعيد، ورجح العلماء أن تكون أسباب انتشار مرض السرطان في الهيكل العظمي المكتشف عائدة إلى إصابته بمرض البلهارسيا (الذي) كان منتشرا في تلك الفترة ما بين مصر والسودان، وثبت حديثا أنه أحد الأسباب المؤدية للإصابة بسرطان المثانة بين الرجال.
قال الراوي: وقال الفريق العلمي إن أهمية هذا الكشف الأثاري – الطبي تعود إلى أنه يساعد في “بحث أسباب إصابة السكان القدامى بالسرطان وفتح آفاق جديدة لمعرفة تطور المرض في الماضي”. كما أن “تحليل الحمض النووي للهياكل العظمية والمومياوات التي بها أدلة على الإصابة بالسرطان يمكن أن يستخدم في تحديد الطفرات التي حدثت لجينات محددة معروف ارتباطها بأنواع معينة من السرطان”. مما يعني إمكانية الوصول إلى حلول مفتاحية تسهم في القضاء على هذا المرض (الكابوسي المميت) الذي عجز العالم في إيجاد علاج له حتى الآن.
قال الراوي: اكتشاف المرض في السودان (المنطقة النيلية) قد يفسر أيضا هذا الانتشار الكبير للسرطان في هذه المناطق، حيث يعد أحد الأسباب الرئيسية المؤدية للوفاة في شمال السودان، وظهرت كثير من السيناريوهات لمحاولة تفسير انتشاره مؤخرا بعضها أرجع ذلك لنفايات نووية تم دفنها في هذه المناطق (حديثا)، والبعض الآخر أرجعه إلى طبيعة (الماء) المستخدم للشرب، وهذا التفسير الأخير قد يكون الأقرب حين يتم ربطه بمرض البلهارسيا، كما يؤكد هذا الاكتشاف على حقيقة متداولة تتعلق بأن المريض قديم أصلا ومنتشر في السابق، وأسهم التطور العلمي فقط في التعريف به وإعطائه اسمه الطبي (المرعب) السرطان!
ختم الراوي؛ قال: بعيدا عن السرطان الذي ما زال العالم بأجمعه يبحث عن سبل وطرق لعلاجه، نتساءل هل تمكنت الجهات الصحية المسؤولة في السودان على القضاء على مرض البلهارسيا، هل السودانيون على ضفاف النيل آمنون من عدوى هذا المرض بعد مرور ما يزيد على 3 آلاف عام الإصابة المفترضة التي أودت بصاحب الهيكل العظمي؟
استدرك الراوي؛ قال: الفرق بين المرضين إن البلهارسيا تمت السيطرة عليه منذ وقت طويل بعكس السرطان، والأول يقود إلى الثاني!

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي