نبع الحنان وصمام الامان
*سلام عليكي أيتها الراحلة المقيمة في قلوبنا أمي الحنون سنية حسن،أكتب اليك اليوم الجمعة ونحن ما زلنا بحمد الله وتوفيقه نجتمع مع احفادك وحفيداتك واحفادنا وحفيداتنا،ونحن جميعاً نفتقد وجودك الحسي بيننا.
*لقد طال فراقك عن هذه الفانبة، وقد احتضنت الى جوارك بعض فلذات أكبادك الدكتور محمد ابو العزائم والتشكيلي ابوالحسن والعزيزة عزيزة،وتركتونا نعاني من وحشة الفراق ووحشية ضغوط هذا الزمان.
*أكتب اليك على غير العادة اليوم الجمعة،فقد درجت على أخذ أجازة من الكتابة كل يوم جمعة،لكنه صادف يوم عيد الأم الذي كنا ومازلنا نحتفل فيه بك ومعك ولك،ونحن نحس بأنفاسك تعطر أجواء الأسرة،نلتمس منك الحنان الذي أصبح عملة صعبة في أيامنا هذه،نسأل الله ألايحرم بناتك وابنائك وحفيداتك واحفادك منه.
*تعلمين ان مياه كثيرة جرت تحت جسر حياتنا الاجتماعية وأصبح غالب الناس منكفئون في منازلهم في خوف وحذر بعد تنامي الظواهر الغريبة التي طفحت على سطح مجتمعاتنا من انحراف وعنف حتى داخل بعض الاسر والعياذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا.
*مع ذلك نحن نحرص علىالتمسك بالحوش الكبير والباب المفتوح او”المتاكى”على أضعف الإيمان، نفتح أبوابنا وقلوبنا كما عودتينا منذ ان كنت بيننا،رغم انشغال غالب الناس اناء اليل واطراف النهار باللهث وراء مستلزمات المعيشة وحاجاتها الاساسية.
*ذكراك العطرة مازالت محفوظة في وجدان الأهل والأحباب في عطبره وبورتسودان وحلفاية الملوك والدروشاب والكلاكلة،وفي مصر وواستراليا ايتها القريشية الطيبة، لانك كنت حمامة سلام وسط الأهل والجيران والأحباب.
*كان خيرك يسبق قدومك إلينا بعد ان رحلنا من البيت الكبير في حلفاية الملوك الى “الختمية” بالخرطوم بحري، كنت تحرصين على احضار “الحمام ” – قل للزمان إرجع يازمان – كنت تحرصين على إعداده وحشوه بالأرز ، ولا ترتاحي إلا بعد أن تعطي كل منا نصيبه ونحن نتحلق حول مائدة الطعام.
* التحية لك في يوم عيدك وفي كل يوم، وعبرك التحية موصولة لكل الأمهات اللاتي انتقلن الى رحاب الرحمن الرحيم واللائي ما زلن يقبضن على جمر الأمومة ولمشروعات الأمهات في بلادنا وفي جميع انحاء العالم، لأنهن بحق نبع الحنان وصمام الأمان في زمن عز فيه الأمان.
[/JUSTIFY]
كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]