النية زاملة سيدها
لن نصل إلى حل أو نهاية مطاف إن بدأ الحوار بين الحكومة وأحزاب المعارضة بنوعيها.. وأقول بنوعيها لأن هناك أحزاباً ترفع شعارات ألا تلاقي مع الحكومة أو الجلوس على أرضية للحوار إلا بإسقاطها «ودي كيف» بصراحة ما قادرة أفهمها.. ونوع ثاني من أحزاب المعارضة تلك التي سبقنا وشبهناها «بكراع جوه وكراع بره».. وكراعها بتكون جوه طالما أن الأمور مستقرة والأوضاع في شكلها الطبيعي لكن بمجرد حدوث «شخشخة» من أي نوع تسحب كراعها وتصبح بره الدائرة تماماً وتتبنى مطالبات المعارضة وتتحدث بلسانها!!.. أقول لن نصل إلى حل أو نهاية مطاف إن بدأ هذا الحوار وكل طرف يعتقد أن الآخر لم يرتضِ بالجلوس إلى طاولة نقاش إلا أنه يشعر أن الأرضية التي يقف عليها تتزحزح وهو في طريقه للسقوط.. يعني أحزاب المعارضة تظن أن المؤتمر الوطني مد يده لها لأنه يشعر أنه في خطر وأن الحوار هو طوق النجاة الذي يطيل من عمر النظام وأن الحوار هو مجرد عمليات تجميل وحقن باليوتكس لما أصاب وجهه من تجاعيد.. والحكومة بدورها تعتقد أن أحزاب المعارضة ما ارتضت بمبدأ الحوار إلا لأنها عجزت وفشلت تماماً في أن تهز شعرة من رأسه وهو بالتالي «يتفضل ويتصدق» عليها إن ارتضى أن يدير معها حواراً للوصول إلى رؤية وصياغة لحكم البلاد! أقول لو أن كلا الطرفين يضمر في نفسه هذه النوايا فإننا بالتأكيد لن نرمي بطوق النجاة لوطننا الذي يصارع الأمواج وهو معرض في أي لحظة للغرق والهلاك وبالتالي لابد أن يكون جلوس الحكومة والأحزاب المعارضة مبنياً في المقام الأول على تقديم مصلحة البلد وكلا الطرفين يتحمل المسؤولية في ما وصلنا إليه وأي محاولة لإزاحة طرف للآخر عن طريق الإقصاء أو العنف.. يعني أننا سندخل في دائرة الجحيم التي قضت تماماً على دول مثل الصومال وسوريا وجعلت كل الحلول غير ممكنة إلا بحدوث معجزة من السماء!!
في كل الأحوال أهلنا الطيبون لديهم مثل يقول «النية زاملة سيدها».. بمعنى أن النية تقودك إلى الهدف الذي تضمره.. فإن كانت نيتك طيبة فإنها تقودك للمقاصد الطيبة.. وإن كانت النية سيئة فإن مقصدك معروف ومحتوم.. فأرجو أن تكون النية الصادقة بإيجاد حل حقيقي لكل مشاكل السودان هي الزاملة التي تمتطيها الحكومة والمعارضة وخلوا الناس تنوم بعد الشقاء وترتاح!!
٭ كلمة عزيزة
جاء في الأخبار أمس أن السيد عبد القادر محمد زين منسق الخدمة الوطنية قد أعفى وبعد حضوره مهرجان سينما الموبايل.. عدداً من الشباب عن الخدمة الوطنية إعجاباً وتقديراً لمهاراتهم في التصوير!! ليطلق بذلك الأخ عبد القادر محمد زين رصاصة الرحمة على مفهوم الخدمة الوطنية التي هي واجب وشرف ودين يقدمه الشباب خصماً من رصيد انتمائهم وارتباطهم بالوطن وليست هي بأي حال من الأحوال عبء أو رهق أو مصيبة يكافأ من قدم شيئاً بإزالتها عن طريقه.. وخوفي بكرة يصبح الإعفاء من الخدمة الوطنية هي هدية أول الشهادة أو للفائزين في نجوم الغد!!.. لو كنت أملك القرار لأعفيت عبد القادر محمد زين نفسه لانه على رأس قمة لا يدرك قيمتها!!
٭ كلمة أعز
أمس قضيت بضع دقائق في معية رجل الأعمال حامد بابكر ود الجبل وحاجة شامة خنساء السودان.. حيث سلمها مبلغ العشرة آلاف جنيه التي تبرع بها في حفل تكريمها بمناسبة عيد الأم.. وعلى فكرة تفاعل وإحساس هذا الرجل بحاجة شامة كان عفوياً وتلقائياً بتلقائيته وبساطته المعروفة عنه.. ولعل أجمل ما في الجلسة التي شهدها الأخ الباشمهندس طارق وابنها محمد كان جو السوداناوية المليء بالإلفة والمحنة والإحساس بالآخر.. لله درك حاج بابكر وليت كل من بيده مال وثروة شعر بالآخرين من المحتاجين والفقراء.. والإحساس وحده هو بوصلة العطاء والوفاء.
[/JUSTIFY]عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]
لك الود ثم الود على المقال . في الجزء الاول اجمل ما يمكن ان يقال الجوة جوة والبرة برة . اقول هذا وانا اناقش بعض اخواني المغتربين اللذين يحاولون ان يثيروا الشعب السوداني الصابر الذي تدميه الجراحات . من هم بالداخل يتحملون العبء وعندهم القرار فاتركوهم يا هولاء ..من اراد ان يتصدر مجموعة ما عليه الا ان يتجه الى الداخل وليفعل ما يفعل ويتحمل النتائج ( دنيا واخرة ) . وعن موضوع الخدمة الوطنية والاعفاءات ..فلا حول ولا قوة الا بالله لان معظم الدوائر الحكومية تدار بالمزاج ( والله على ما اقول شهيد ) ولي تجربة خاصة في احدى المؤسسات . اللهم اصلح الحال .