صلاح الدين عووضة

بنت العمدة ..!!

[JUSTIFY]
بنت العمدة ..!!

*مفردة (سقد) – أي العقرب – كان أول ما ألفت أذناها ليلة وصولها حلفا قُبيل التهجير ..
*فقد لُدغ من الجيران ثلاثةٌ – في تلكم الليلة – مات أحدهما قبل مطلع الفجر ..
*وإذ شرد ذهنها نحو بلدتها بأقصى الجنوب النوبي – استصراخاً للأمان – طفق زوجها يهدئ من روعها بكل الذي أُستحفظه عن جده (شهوده القارح) من عبارات (التوكل) ..
*وفضلاً عن أمان البلدة هذا – إزاء العقارب المميتة – فقد كانت تنعم بأمان (خاص) لم يُفطر (الأهلون) على حسدٍ تجاهه بما اُسترضعوا من ثدي (الحضارات) ..
*فهي (إبنة) العمدة محمود ، (إبن) العمدة محمد محمود ، (حفيد) صاحب قلعة (قيلي قيلة) الشهيرة الملك بشير ..
*ومن جهة الأم فهي (إبنة) روضة ، (إبنة) ساتي ، (إبن) فقير الذي قيل أنه – أي ساتي – ما من أحد في المنطقة كان يضاهي العمدة (ثراءً) في ذياك الزمان عداه ..
*ورغم الذي حظيت به من (أفضال الإله) هذا إلا أنها طُبعت على (بساطة) اشتهرت بمثلها والدتها التي كانت معاناتها مع لغة (الضاد) تماثل معاناة أحفادها مع لغة (الأجداد) ..
*وأحد أحفادها هؤلاء ما كان يتوجه بكلمة (يو) سوى للجدة روضة هذه عوضاً عن الأم ..
*فقد كان يراها – حسب تقديره في السن تلك – (أصغر) من أن (يحسبها) أماً له ..
*فهي كانت إبنة ستة عشر ربيعاً حين زُوجت لإبن أكرمين من البلدة (طموح) ..
*وبفضل طموحه هذا – الزوج – أضحى مديراً لمصنعي البلح والتعليب بكريمة وهو لما يتجاوز عمر التكليف النبوي إلا قليلا ..
*ونما مع نمو (بنت العمدة) هذه شعورها الفطري بـ(البساطة) تجاه الناس حتى صار يُضرب المثل بـ(خلو سجلها) الإجتماعي من أية عداوات (نسائية) تماماً كحال والدتها روضة ساتي ..
*ثم لا تزال تستلهم من بلدتها (الصخرية) تلك – ذات القلعة (الحمراء) – قيماً مجتمعية اشتهر بها أهل (الخندق) أجمعون ..
*فهي قيم استمدت (جمالها) من (جمال) تدرجها الحجري صوب أشجار اللبخ والجميز – عند شاطئ النيل – التي تقف شاهدة على (مؤانسات القهوة من عهد البشير) ..
*أما أجواء (سقاة الكأس من عهد الرشيد) فقد عصم الله أبناءها منها – ومن (أخواتها)- مناً من تلقائه تجاهها هي وزوجها فيما نظن و(نشهد) ..
*ورغم عدم إيمان كاتب هذه السطور بـ(بدعة) عيد الأم إلا أنه وجد نفسه مدفوعاً إلى أن يكتب الذي كتب اليوم عله يشفع له (عندها) في دنيانا هذه ..
*أما في آخرتنا فـ(رحمة الله) وحدها هي التي يطمع فيها أمثالنا من الذين انتاشتهم (عجائب) زماننا هذا حتى كادت تجعل أفئدتهم – مثل جيوبهم – (خواء)..
*(أمي) – بنت العمدة – : ( الله يسلمك) .
[/JUSTIFY]

بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

تعليق واحد