كواليس قمة الكويت
اليوم تبدأ قمة الكويت العربية أعمالها بقصر بيان في العاصمة الكويتية، وما يجري في كواليس القمة كثير، وقد بدأ الإعداد لهذا الحدث منذ وقت مبكر حتى يخرج بصورة تشبه الكويت وأهلها، صورة مكتملة الملامح، مستقيمة الزوايا، غنية الألوان، بارزة الوجود.
أكثر من مائة من ممثلي الصحافة وأجهزة الإعلام ووكالات الأنباء العربية والأجنبية، جاءوا من مختلف أرجاء المعمورة ليكونوا شهوداً على نتائج القمة العربية، التي يهتم الكويتيون بها اهتماماً خاصاً باعتبار أنها أول قمة عربية يشهدها الكويت، على الرغم من أنها شهدت العديد.. من القمم المتخصصة مثل القمة العربية الاقتصادية التي انعقدت في يناير الماضي، وغيرها سواء على مستوى أعمال جامعة الدول العربية، أو دول مجلس التعاون الخليجي، أو حتى على مستويات أخرى مثل المنتدى الاقتصادي العربي الأفريقي، الذي نظمه في وقت سابق الصندوق الكويتي للتنمية بالتعاون مع الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي أواخر العام الماضي.
التجارب السابقة منحت الكويت الخبرة الكافية للإعداد لأي عمل كبير، والترتيبات هنا متقنة، فعلى مستوى الخدمات التي توفرت للصحافة والإعلام نجدها قد تأسست على الإقامة المريحة، وتوفر خدمات الاتصال والتواصل الإلكتروني من داخل المركز الصحفي، وجعل كل ما يجري من استعدادات متاحاً، مع توفير وسائل النقل من والى مراكز الاجتماعات، حيث أن الصحفيين والإعلاميين تم توزيعهم على ثلاثة فنادق كبرى بالعاصمة الكويت.
الكويت الرسمية مهتمة بكل ضيوفنا، وقد استقبل وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح، استقبل الصحفيين وممثلي أجهزة الإعلام المشاركين في تغطية أعمال القمة، مساء أمس الأول بقاعة الاجتماعات في فندق (كورت يارد ماريوت) ورحب بهم واستمع الى بعضهم، وكرمني بأن أجلسني الى جواره، وهو ما أوحى الي أن للسودان مكانة خاصة لدى الشعب الكويتي الشقيق، رغم تناقص أعداد السودانيين بصورة كبيرة حسبما سمعنا من بعضهم الى حوالي الثلاثة آلاف فقط، في وقت كانوا يشكلون الجالية الأكبر عدداً بعد الفلسطينيين قبيل المغامرة العراقية المتمثلة في غزو الكويت خلال عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
عندما تحدثت أمام الشيخ سلمان الحمود الصباح، اشدت بحسن الاستقبال والضيافة وقلت له إن هذه القمة بالنسبة للكثيرين مثلي ليست فرصة لمتابعة حدث كبير يستحق المتابعة فقط، بل لها قيمة مضافة أخرى وهي أننا نتواصل مع (الإخوان) والزملاء في الصحافة العربية، نتبادل الأفكار والهموم والآمال، ثم صمت للحظة وقلت لهم ضاحكاً إن لكلمة الإخوان الآن حساسية في بعض دول المنطقة، لذلك استبدلها بكلمة (الأشقاء) فابتسم الوزير، بينما (استغل) أحد الأشقاء هذا الموقف وقال لي إنه في السودان ليست لديكم مشكلة مع الإخوان، فوجدتها أنا نفسي فرصة وقلت له إن الإخوان المسلمين في السودان حزب صغير وغير حاكم ولا تمثيل له في البرلمان إلا بعضو واحد، وهو غير الحركة الإسلامية السودانية التي تعتبر مرجعية فكرية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، وأضفت الى ذلك أن كل الأحزاب السودانية تستند على خلفية أو طائفة دينية، عدا الأحزاب العقائدية أو القومية الصغيرة.
انتهى لقاؤنا ذاك وخرجت نحو المركز الصحفي المهيأ بكل ما يحتاجه الصحفيون والإعلاميون ومراسلو الفضائيات لإكمال وإرسال ناتج متابعتهم للأعمال التي تسبق انطلاقة القمة العربية اليوم الثلاثاء في قصر بيان، وقد علمت من خلال متابعتي الخاصة أن القمة لن تصدر بياناً ختامياً بل ستكتفي بـ(إعلان الكويت) وإنه اكتمل تقريباً الآن وإنه لن يتضمن أية قرارات وإنما توجهات الدولة المضيفة ويخرج باسم القادة العرب، وأن القمة لن تناقش العلاقات بين دول الجوار العربي الخليجي والدوحة، وإنما سيتم ذلك على هامش أعمال القمة.
وحول ما تردد من أن وزير الخارجية القطري خالد العطية قد انسحب من اجتماعات وزراء الخارجية الذي يعد لقمة الرؤساء، علمتُ أنه لم ينسحب وإنما غادر الى بلاده ليكون ضمن وفد بلاده المشارك في القمة برئاسة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.. كما أنه لم يتم أي اجتماع بين وزيري مصر وقطر حسبما راج في بعض وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية.
آخر المعلومات التي حصلت عليها أفادت بأن إعلان الكويت المزمع إصداره عقب انتهاء أعمال القمة سيتضمن الملفات والقضايا السياسية مثل قضية فلسطين والأوضاع في سوريا وما يتصل بذلك من إرهاب، إضافة الى ما يتصل بملفات وقضايا العمل الاجتماعي العربي المشترك مثل التعليم والمرأة والشباب وقضايا التنمية.
فرغت من كتابة هذه الزاوية وتوجهت الى موعد في المركز الصحفي للقاء الأستاذين أحمد البلال الطيب وشوقي عبدالعظيم لمراجعة بعض برامج زيارتنا ومشاركتها في تغطية أعمال القمة، ولنرتب معاً لتلبية دعوة عشاء مقدمة من الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح في فندق راديسون ساس بلو مساء اليوم الاثنين (أمس) على شرف ضيوف القمة العربية الخامسة والعشرين.
بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]
النار تخلف الرماد يا ابو العزائم
فشتان مابين ابو العزائم الاب وابنه
فانت واحمد البلال اصحاب مقالات نرجسيه
لاتحمل من هموم المواطن البسيط الكثير
وتكثرون فيها من مدح الذات وتشغلوننا
بتوافه الامور وبسيطها .
انا لا اقراء الكثير من مقالاتك الا ان تلك
التي اقوم بفراءتها لاتخيب ظني بعدم صلاحيتها
فالقمه العربيه نفسها لم تكن لتمثل فارقا
كاخواتها السابقات .. حتي تضيف لنا شيئا بما
وراء كواليسها .