“العاشرة”.. بتوقيت الشوق
يجتاحني إليك حنين عارم.. كيف أبثك إياه؟.. كيف أجعل روحي تتبعك إلى حيث أنت؛ لتحوم حولك مدثرة إياك بالدفئ والتوق؟.. كيف تخاطبك عيناي ببريق الوله حتى إذا ما تعثر الكلام على شفاهي كفتني مغبة الارتباك وفضحت كل ما يجول بخاطري بصدق؟!.
إنها الآن العاشرة بتوقيت الشوق.. ذات الموعد الذي اعتدت فيه على حضورك.. واعتادت أشواقي على انتظارك.. واعتادت روحي الواجفة على ترقبك. فأين أنت الآن مني ومنهم؟!.. وكيف تمر أيامك دون ملاحقتي إياك باللهفة والغيرة؟.. وهل استقامت لياليك بعدي دون همس؟.. ومن لك سواي أنيساً وصديقاً وملاذاً؟.. وكيف يطيب لك مقام دون رفقتي وصحبتي؟
إنها العاشرة.. تدق قبل منتصف الليل بسويعات.. حتى إذا ما انتصف كنت أنت منغمساً تماماً في الإنصات والإصغاء لحكاياتي اليومية التي أسردها عليك قبل النوم لتحيا معي تفاصيلها فتضحك حيناً وتعقب حيناً وتقترح حيناً وتؤنبني حيناً.. هكذا تعلمت على يديك الحياة.. وكيف يمكنني اكتشاف الزوايا الخفية والنوايا المخفية لسلوك الآخرين وأحاديثهم.
هكذا اعتدت على متعة الاكتشاف وأنت تطلعني على ما لم يخطر ببالي.. وتدهشني بفهمك المتقدم للسلوك البشري وكيفية التصرف السليم.
لقد قررت في غيابك أن أظل على عادتي القديمة المحببة.. أن أحكي لك على الورق كل ما يدور في غيابك.. أن أبثك شوقي وشكواي وحيرتي.. أنا أحاصرك كعادتي بالأسئلة والاستفسارات.. وأمارس معك طفولتي البريئة أو كيدي النسائي العظيم.
لا يهمني أن تعلم أولاً.. ولكني أعلم أنني لازلت أحتفظ بعاداتنا القديمة.. ولازلت أنعم بحضورك الطاغي.. ولازلت أحرص على موعدنا المعتاد.. ولازلت أمارس طقوسي المحببة فأتدلل عليك أو أمازحك أو أشهر في وجهك خصامي الكاذب لأحقق لنفسي متعة حرصك على استرضائي.
إذاً.. غب أو عد.. لن يغير الأمر كثيراً من برنامجي اليومي المعتاد.. سأظل أهاتفك وإن كان المجيب الآلي يصر على أنك خارج نطاق التغطية.. وسأهيئ نفسي للقائك مثلما كان.. وسأعد لك ما تفضله.. وأنتظرك. حتى إذا مضى موعد حضورك هرعت لقلمي العزيز لأكتب لك خاطرتي المعتادة عند العاشرة بتوقيت الشوق.
*تلويح:
من القال انتا سافرت.. منو القال انتا مني بعيد؟
بحسك نبضي في الشريان.. وأحسك في قليبي وريد
إندياح – صحيفة اليوم التالي