لا تقرأوا هذا المقال
* تكثف الحكومة المصرية هذه الأيام مطالبتها الحكومة الأمريكية، إرجاع طائرات أباتشي كانت تخضع لعمليات صيانة بواشنطن، والطائرات امتلكتها مصر ضمن المعونة العسكرية الأمريكية، غير أن واشنطن رأت في هذه اللحظة التاريخية ألا تعيدها فصاحب الوديعة قد استردت وديعته.
*ليس هذا هو الخبر، فالخبر هو أن (صحيفة أحرونوت) الإسرائيلية قد أوردت مناشدة على لسان أحد مسؤوليها الكبار مطالباً واشنطن برد هذه الطائرات الأباتشي إلى العزيزة مصر.
*وربما إذا عرف السبب بطل العجب، فالصحافي المصري محمد عبد القدوس يفسر هذا الأمر بأن طائرات الأباتشي أصلاً لا تستخدم في الحروب القطرية بحيث لا تمثل خطراً على إسرائيل، ولكن وبحسب عبدالقدوس ـ هذه الطائرات تستخدم في ملاحقة الإسلاميين في شبه جزيرة سيناء وغيرها من المظان.
*ولم تخف السلطات العسكرية المصرية أصلاً أن ثمة تنسيقا يجري بين الجيشين المصري والإسرائيلي لملاحقة الإسلاميين في شبه جزيرة سيناء، على أن هؤلاء الإسلاميين يشكلون خطراً على الدولتين المتجاورتين المربوطتين باتفاقية سلام، هي اتفاقية كامب ديفيد التي وقعت على عهد الرئيس الأسبق السادات والتي خرجت بموجبها أكبر دولة عربية من حلبة ومحور القضية العربية المركزية الفلسطينية.
*وبرغم أن الإعلام الإسرائيلي قد وصف الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك (بالكنز الذي لا يعوض)، إلا أن الذي فعله الجنرال السيسي، بحسب مراقبين يعتبر أعظم مما فعله (الكنز مبارك)، فمبارك على الأقل لم يجرؤ على جعل (جماعة الإخوان) جماعة ارهابية ومن ثم يعلن الحرب عليها ويجعلها ما بين القتل والتشريد والأسر والتسجين، ثم لم يجرؤ مبارك في أوج عظمته وكبريائه على الجهر (بعمليات تنسيق) بين الجيشين لملاحقة الإسلاميين!
*وكما في مسرحية مقتل ود دكين (السواها طه اكبر علي محراه.. زول خاف تجري القبيلة وراه..)..
* العدو المعلن الآن في مصر هو قطاع غزة (وحكومتها المقالة)، على أن حكم الإرهاب الذي أنزل على (جماعة الإخوان) قد شمل أيضاً (حركة حماس الإسلامية).
* فالآن أيها الأحباب إخوانكم في قطاع غزة يعانون حصاراً لم يشبه له مثيل، فقد أحكم عليهم قفل المعابر المعروفة بما فيها معبر رفح، أما المعابر غير المعروفة التي كانت تدخل منها بعض المؤن والأطعمة فقد هدمت على رؤوس مستخدميها!
*وإن شئتم فانظروا إلى المآسي التي تعرضها شاشات الفضائيات العالمية على الجانب الفلسطيني، أنات المرضى وكبار السن وصرخات الأطفال والأمهات وتوسلات الطلاب والمسافرين وأهل الحاجات والحال كما وصفه ذلك.. ذلك البيت الشعري الأثير:
لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو أن ناراً نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في رماد
* وأكثر المتشائمين ما كان يتصور أن تتدهور الأمة إلى هذا الدرك السحيق، أن يكون العدو الذي يقتل ويفجّر ويغتصب ويهجّر هو الصديق الذي يستحق الثناء والتعاون والمساندة، وفي المقابل يصير (المسلم الشقيق) هو المجرم الذي يستحق هذا (السجن الكبير).. مالكم كيف تحكمون؟!
* كثير من المراقبين يرون أن هذا هو الوقت المناسب لتصفية القضية الفلسطينية، فبقية الأمة مشغولة بحروبها المذهبية والمناطقية الرهيبة، ولم تفجر بتقديرنا هذه الحرب المذهبية إلا على حساب القضية المركزية قضية القدس الإسلامية، أما عن الأقربين في مصر والأردن فحدث ولا حرج.
*ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. اللهم إلى من تكلنا؟.. إلى عدو يتربص بنا أم إلى صديق يترصدنا؟.. اللهم نرجو نصرك الذي وعدت.. اللهم إخواننا في غزة قد سدت السبل من الجهات الأربع في وجوههم.. اللهم إلا سبيلك سبيل السماء فامددهم بمدد من عندك وأنت خير الراحمين..
[/JUSTIFY]ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي