العالمية
بدءاً دعوني أدخل من بوابات (الوهم).. فقد كبر معتقد وهم عند البعض في ارتياد فكرة (إنه رجل عالمي أو إمراة عالمية)
دون أن ينبع الأمر من محلية قحة ومجردة في مكانها وزمانها.. لأن الراجح أنه من أراد أن يكون عالمياً في هذه الأيام عليه أن يوغل في محليته..
منذ الصغر لي صديقه تعتقد أنها لم تولد لهذا البلد، وأن مستقبلها هناك خارج الأطر والحدود.. وظلت تنظر الينا كأننا محطة صغيرة في دورة حياتها.. ولقدرها لم تتح لها فرصة الإنطلاق خارج الحدود إلا تحت غطاء اللجوء البغيض الذي يجعلك تتشكك في وطنيتك وإحترامك لذاتك وأهلك وأرضك.. المهم لم تزل صديقتنا في هذه المحطة حتى أنها أدمنت التنقل ما بين مراتعها البائسة ومعسكراتها بحثاً عن العالمية التي لم تكن تتصورها بهذا الشكل.. أما النوع الثاني من العالمية تلك التي تتلبس البعض- وهم معنيون بملفات محددة تكون العالمية فيها نافلة من النوافل- ولكنهم يصرون عليها وعلى طريقة، الثقة التي تبناها «ابراهيم الفقيه»أن تحتشد ذاتك بأنك (واثق..إنك ناجح) نقول لهولاء أكملوا الأساسيات ثم تعالوا للمرايا وحدثوا أنفسكم بأنكم عالميون وكرروا العبارة حتى تصدقوا أنفسكم.. لكن أيضاً تذكروا كيف دفعت الشمالية بالطيب صالح الى رحاب العالمية فقد أوغل في محليته وجعل الأدب الراقي نافذة لتلك العالمية.. ليتكم جميعاً تكونوا عالميين «لكن كمان بحقها».. عذراً صديقتي عودي لرشدك وكوني عالمية كما تحبي تماماً لكن بباب جميل .
المحافل الدولية:
على النقيض تماماً من النهم على العالمية فإن بعض العالمية تصبح سبة في تفاصيلها.. فقد ارتبطت في قضايا الوطن.. وبمبدأ التدويل للصغيرة والكبيرة للهموم والأزمات حتى أوردتنا مراتع الهلاك والاقتطاع، وما زال أمر المحافل الدولية مشكوكاً في مظانه بعد أن صارت الشؤون مختلطة ما بين تفاصيل السياسة والأمن والإستقرار والإقتصاد.. ففي هذا البند لا نظن أن هناك محبة من المجتمع الدولي لأهله وسكانه وحرصاً على حياتهم.. فالعالم أجندته ترتبط بمقامات المصالح والموارد والإقتصاد.. ثم لا ننكر أن التوجهات العالمية لها روابط مع وضد الايدلوجيات المعينة.. وهذا يعضد درجات التبني لأن هناك بعض استهداف.. وكذلك يعشق البعض هذه الأطر الدولية ونفخة منابرها ومحافلها امتحاناً للدول في العالم الثالث، ويحفظ التاريخ لها أن أبواباً للنزعات المختلفة والأجندات من تدخلات واستعمارات وغيرها من أغراض وربما أمراض .
آخر الكلام:
عالميتنا بعض من محليتنا داخل عمق المناطق في الأرياف.. فهل من شطاره استباقية توغل بالعمل هناك في اغوار الأرياف لتخرج بالموارد التي لم تستغل ولم تحرك من مكانها.. ثم أن العالمية ليست كلها شراً بل نحن الآن نتعلم من معينها ونتعالج بدوائها ونستورد خيراتها.. وتقنياتها، فلتكونوا عالميين من هذه الزوايا
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]