نساء “متحدات”

* وفقاً للطبيعة البشرية، وبحسب اعتقادي الشخصي أرى أنه من النادر أن تتحد النساء على أمر إيجابي طويل الأمد! وبعيداً عن التحيز لبنات جنسي وبكامل الموضوعية فإن عدو المرأة الأول في الغالب امرأة أخرى!! سواء على الصعيدين العام أو الخاص.. ولكم أن تتمعنوا في ما ذهبت إليه بكل ترو قبل أن تهدر النساء دمي.
عدوة المرأة الأولى إما صديقة كتمت الأسرار يوماً ثم أخرجتها على الملأ بدافع الخصومة في أول بادرة للخلاف.. أو غريمة على منصب أو مصلحة أو.. رجل..
والشاهد أن الكثير من الحسد والغيلة والعداء الصامت يظلل الكثير من العلاقات النسائية من حولنا. حتى وإن وجدت نماذج مثالية يميزها التجرد والصدق والحميمية.. فالحديث إجمالاً لا يستقيم ما لم نواجه الحقائق الماثلة في كون النساء يحتجن للاتحاد الفعلي بمعنى الكلمة قبل أن يتشدقن بأحاديث المساواة و(الجندر) واللهاث خلف الحقوق ذات السقف المرتفع..
وعلينا أن نتوقف قليلاً لنحدد أبعاد المساواة التي نعنيها ونحتاجها.. لأنني أحسب أننا نبز الرجال ونتفوق عليهم في كثير من المجالات والتفاصيل والمضامين أحياناً. ودونكم ما نحن عليه من إحساس بالمسؤولية وعاطفة جياشة وقدرة فائقة على التضحية والتسامح.
* بالإضافة لما يتعلق بالنجاحات المتتالية التي يمكننا أن نحققها حالما آمنا بمساعينا وحددنا أهدافنا.
* وحاجة النساء للتضامن والاتحاد والتعاون واحترام بعضهن والبعد عن العداوات والكيد تقودنا بالضرورة للكيانات النسائية التي تنتظم البلاد وتعمد لإقامة الفعاليات الكبرى ذات الأسماء الفخيمة والبراقة والميزانيات الكبيرة ثم لا تعدو النتائج أن تظل حبيسة الأضابير دون تفعيل أو أثر.
وحالما انعطفنا نحو الاتحاد العام للمرأة السودانية بأماناته المتعددة ونشاطاته الدائمة، وبكامل احترامي وتقديري للقائمات عليه وتحفظي على آرائي الشخصية في بعض الشخوص والمناصب.. تجدوني أهمس في آذانهن أن (انتبهن).. فقضية المرأة السودانية وهمومها المتتابعة لا تتناسب مع ندواتكم وورشكم.. وأذهب أبعد من ذلك لأقول للمدعوة (تهاني) التي هاتفتني معرفة نفسها بانتمائها لاتحاد المرأة دون تحديد منصب، ودعتني لفعالية (كبرى) تزامنت مع فعاليات (تكريم البلابل) وانضمامي فيه مما حال بيني وبين التواصل معها وتلبية دعوتها بالإضافة لأسباب صحية خاصة أخرى ألمت بي.. أقول لها إن أقلامنا ليست حكراً على أحد.. ولسنا مأجورين للاتحاد.. وأنا شخصياً حرة في التفاعل مع الأحداث وتلبية الدعوات وفق تقديراتي الشخصية لأهميتها لي وللقارئ بالمقابل.. ولن أقبل من أي أحد أياً كان أن يتحدث معي بمثل تلك اللهجة التي حدثتني بها معترضة علي عدم حضوري وعدم مهاتفتي إياك..
وان كان في اعتقادك أن انتماءك للاتحاد العام للمرأة السودانية يخول لك استعباد الإعلاميات وغيرهن فإنني أحيل الأمر للسيدة (إقبال جعفر) وأسألها مباشرة عن رأيها في ذلك.. وهل تعتبر الإساءة إلينا وتقييد حرياتنا وإلزامنا بتلبية الدعوات قسراً، ضمن لوائح الاتحاد وأساليبه التي يوصي المنتمين إليه باتباعها معنا تحديداً؟!!!
أرفع شكواي، وأنتقد الأسلوب الوقح في الكلام معي.. وأدافع عن حرية قلمي واحترامه باستماتة.. وأسجل رفضي الصريح لأن أكون تابعاً أو متحدثاً بلسان أي جهة دون اقتناع مني وإن كانت كياناً نسائياً جامعاً وله وزنه، وسأظل أتابع تفاصيل التحقيق في هذا الأمر بحرص، علي الأقل لأدحض افترائي على معشر النساء واتهام التجمعات النسائية باللاموضوعية واللاجدوى.
*وبالعودة لعموم النساء أتساءل أيضاً عن إحساس المضاررة الشامل الذي يشوب معظم علاقاتنا والدوافع الأساسية وراء ما نحن عليه من تشتت وتكتلات لا تكاد تتفق إلا لتختلف وتستمتع بالنميمة والثرثرة والشكوى أينما حلت!!!!
* تلويح :
كوني امرأة.. كوني أماً.. فالأمومة الحقيقية شعور نبيل يحتوي كل المجتمع ويدعمه.
[/JUSTIFY]إندياح – صحيفة اليوم التالي