نور الدين مدني
قمة الدوحة وتحديات الواقع
* لا نقول ذلك من منطلق اثني تجاوزه الواقع الانساني عمليا، خاصة وان هناك تداخلاً اقوى بين الدوائر العربية والافريقية والاسلامية, ولا لأن القمة العربية ومن خلال ما تسرب من بيانها الذي اعد ليكون ختام انعقاد القمة والمتعلق بالموقف الرافض لمذكرة توقيف الرئيس، وانما لاقتناعنا بضرورة احياء قيم التضامن العربي والافريقي والاسلامي لمواجهة التحديات التي تواجه بلادنا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وامنيا.
* ان الحضور الرئاسي الكبير لقمة الدوحة ينبغي ان يستثمر نحو مزيد من التضامن والتساند العربي بعيدا عن المرارات القديمة او المواقف الآنية من القضايا المطروحة في الساحة الاقليمية من حولنا لتحقيق الحد المطلوب من الاتفاق العربي لصالح شعوب المنطقة بأسرها.
* ان المطلوب في هذه المنطقة التي مازالت تعاني من نزاعات داخلية في اقطارها تكثيف الجهود لتجاوز الخلافات الفوقية السالبة، سواء في فلسطين او الصومال او في بلادنا لقفل الطريق امام عمليات التدويل الخبيثة التي وجدت طريقها ممهداً عبر هذه الخلافات الداخلية.
* كما لابد من اعمار العلاقات العربية الايرانية لأن خندق التحديات واحد، ولابد من ايجاد صيغة لمعالجة الخلافات الحدودية والفكرية عبر الحوار وسد الثغرات التي يمكن ان تستغل لاشعال الفتن والنزاعات كما حدث في حرب الخليج الاولى.
* نقول هذا لاقتناعنا بان العالم يتجه عمليا نحو التكتل لمجابهة التحديات التي تجابههم خاصة الازمة الاقتصادية التي القت بظلالها السالبة على بلداننا, وقمة العشرين المرتقبة خير شاهد على العمل الاقليمي والدولي الأهم لمواجهة مثل هذه التحديات.
* اننا نعلم ان الحل الداخلي بالنسبة لنا هو المخرج السلمي الذي ظللنا نبشر به وندعو له ونسعى لتنزيله على ارض الواقع الا ان ذلك لا يمنعنا من الترحيب بكل جهد يبذله الاشقاء والاصدقاء لمساعدتنا في حل قضايانا الداخلية.
* لذلك نجدد ترحيبنا بقمة الدوحة التي نتطلع إلى ان تتقدم في اكثر من اتجاه للخروج من أجواء التراجع العربي في كل الميادين ولدفع مساعي التضامن والسلام والعدل والتنمية في بلادنا عامة.[/ALIGN]
كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1114- 2009-3-30