الطاهر ساتي

كيف نستخدم هذا الطريق ..؟

[ALIGN=CENTER]كيف نستخدم هذا الطريق ..؟ [/ALIGN] ** الصحيفة التي إنفردت بخبر الغارات الجوية التي إستهدفت شاحنات بشرق السودان ، ليست أمريكية ولا إسرائيلية ، بل هى صحيفة عربية ، وتحديدا مصرية ، وعنها نقلت وكالات الأنباء ذاك النبأ الذي أكدته الحكومة فيما بعد ، واسمها : الشروق ..عمرها في بلاط صاحبة الجلالة لم يتجاوز الشهرين بعد ، فاليوم تصدر العدد رقم 59 ، وهى تصدر عن الشركة المصرية للنشر الدولي ويرأس تحريرها الأستاذ عبد العظيم حماد ، سياستها التحريرية مستقلة ولكن إلى حد ما ، أي تتميز بقدر وفير من المهنية في أخبارها وتقاريرها وتحقيقاتها وحواراتها ، بيد أن آراء كتابها وأنفاسهم لاتختلف كثيرا عن السياسة المصرية وحكومتها ومواقفها في القضايا العالمية والإقليمية ، وتكاد تكون متطابقة فى الكثير من تلك المواقف ..وأدهشتني بأن إصدارة عربية وليدة تنفرد بخبر كهذا ، ثم تغذي به وكالات الأنباء العالمية والفضائيات الكبرى ، ولذا حرصت على اتباعها بانتظام ، ورجعت لأرشيفها لكى ألحق ما فاتتني من أخبارها ثم يسهل أمر تقييمها ، فوجدت أرشيفها ثم ما يليه ضاجا بأخبار السودان وبحوارات مع بعض رموز السياسة الحاكمة والمعارضة في بلادي ..وكذلك هى الصحيفة الوحيدة التى انفردت بخبر زيارة الرئيس إلى القاهرة قبل الزيارة بيوم ، ثم إنفردت قبل أسبوع ونيف بحوار مع مسؤول أمني أكد فيه زيارة الرئيس إلى الدوحة ..نعم هى إصدارة ناجحة وذات مصادر رفيعة ، وقد تكون نافذة في مواقع القرار ، وطبعا الإصدارة الناجحة هى التى تصنع المصادر النافذة ، ما لم تكن تلك المصادر هى ..(صاحبة الإصدارة ) ..!!
** المهم ، في هذه الشروق قرأت حوارا حديثا للدكتور مبروك مبارك سليم ، وزير الدولة بالنقل والطرق ، بجانب أسئلتها عن الغارة وتداعياتها ، سألته الصحيفة عن مدى الدعم المصري لشرق السودان ثم على خلفية معلومات قد تكون مؤكدة أو غير مؤكدة واجهت الصحيفة بسؤال صريح نصا : هناك حديث حول مساومات مع مصر ، لتمنح القاهرة تأييدها لجبهة الشرق مقابل اعتراف الجبهة بالسيادة المصرية على حلايب ، ما مدى صحة ذلك ..؟..هكذا سألت الصحيفة ، ولكن مبروك نفى المساومة واكتفى برده قائلا : هذا لم يطرح ، ونحن في منظورنا أن حلايب سواء كانت مصرية أو سودانية فالجغرافية لن تقف عائقا بين مصر والسودان ، وهذه أشياء لم نتطرق إليها مع مصر ، وهناك إتفاق بين الرئيسين السودانى والمصري بأن حلايب منطقة تخالط بين البلدين ، وهى منطقة مشتركة وهذا ما تم التوصل إليه بهذا الشأن ..
** ثم من أخبار البلد السارة ، الطريق الساحلي ، طريق قارى يربط السودان بمصر ودول شمال إفريقيا ، رصف السودان من الطريق ما طوله مائة وأربعين كيلو بتكلفة واحد وخمسين مليون دولار ، ولم يكن متبقيا من الرصف غير 6 كيلو ، ولهذا بشر وزير النقل طون ليك بقرب موعد إنتهائه ، وحدد الموعد بنهاية مارس ، وهكذا يكون قد إنتهت عمليات الرصف ، وهو إنجاز ما في ذلك شك ، ولم يتبقَ غير الإستخدام .. وفى الإستخدام يطل السؤال المشروع عن : موقع البوابة الحدودية ، أى المدخل الرئيسي بين البلدين .. ؟.. فالشارع يمر بتلك المنطقة الموصوفة بمنطقة تخالط ، كما قال وزير الدولة بالنقل ، ولكن البوابة الرئيسية لهذا الشارع القارى ، أين ستكون ..؟.. سؤال لا مفر منه ، ويجب على الدولتين الإجابة العملية التى يتفق عليها الشعبان الشقيقان ، بالتراضي فيما بينهما أو باللجوء إلى لجنة التحكيم الدولية ، وهذا اللجوء لم يعد معيبا ولا مخيفا ، حيث نحن أبناء الوطن الواحد – الشمال والجنوب – لجأنا إلى تلك اللجنة في قضية أبيي ، وعليه ليس هناك ما يمنع لجوء شعبي بلدين ..فالطريق الساحلي يسعد الجميع ، ولكن على الجميع أن يفكر كيف يستخدم هذا الطريق ..؟.. والتفكير ثم الإتفاق عليه يجب أن يسبقا ..( الإفتتاح ) …!!
إليكم – الصحافة الثلاثاء 31/03/2009 .العدد 5660

تعليق واحد

  1. مقال في الجوووووووووون وحلايب سودانية ويجب اللجوء الي التحكيم الدولي وابيي كام ذكرت ليست ببعيدة