أبشر الماحي الصائم

ويل للعرب


[JUSTIFY]
ويل للعرب

*الحوثيون الذين هم شيعة اليمن يطرقون الآن بقوة أبواب العاصمة صنعاء, وذلك في بلد صارت فيه جماعة الحوثي والقبائل أقوى من الدولة.

* من قبل ذلك وقعت دولة الرافدين بنفطها وتاريخها في قبضة الشيعة القوية بحيث لم يكتف السيد نوري المالكي بتشييع الأجهزة الحكومية والأمنية فحسب بل أن القوم هناك بصدد اعتماد “المذهب الجعفري” مرجعية للأحوال الشخصية والقضائية العراقية.

* وسوريا هي الدولة العربية التي تخضع لحكم الأسرة العلوية الشيعية منذ عقود بأكملها, فيعد رحيل الأسد الأب جاء دور الأسد الابن الذي يقتل شعبه الآن على أساس مذهبي وهو يرسل إليهم الحمم والبراميل المتفجرة.

* في دولة لبنان التي كانت تتوازن تشكيلاتها المذهبية والدينية لعقود طويلة, الآن تعلو دويلة حزب الله فوق قوة الدولة المركزية, فبعد الجيش تتحدث الأخبار هذه الأيام عن مطار حزب الله في الجنوب اللبناني.

* في مملكة البحرين نجد أن أسرة الشيخ خليفة التي تحكم هذه الجزيرة تاريخياً تستند فقط على 10% من السكان السنة بحيث أن ما يقارب الـ”90%” من الطائفة الشيعية وأن الأمور في هذه الجزيرة تذهب تدريجياً إلى نقطة الانفجار من قبل الأغلبية التي هي خارج السياق.

* غير أن سعة الديمقراطية والحرية هي التي تستوعب الطائفة الشيعية في دولة الكويت, فالشيعة في هذه الدولة يستمتعون بكل الحقوق سيما السياسية بما في ذلك حقوق النيابة في مجلس الأمة الكويتي ولهم صولات وأصوات لا يشق لها غبار.

* عكس ذلك تماماً وضع الشيعة في المملكة العربية السعودية الذين يتمركزون في المنطقة الشرقية تكمن خطورة المشهد هنا في أعظم وأكبر دولة إسلامية تحاط بهلال شيعي هائل إذا ما انفجر هذا البركان في الداخل والخارج.

* الذي يدرك أبعاد هذا الخطر ربما يجد مبرراً لإخواننا في المملكة تجاه حساسيتهم المفرطة لأدبيات المهددات الأمنية التي تحيط بهم إحاطة السوار بالمعصم.

* يقرأ مع كل ذلك الوجود الطاغي لدولة إيران في الخليج والجزيرة العربية, فقد كنا نظن إلى وقت قريب وقريب جداً بأن واشنطن صديقتنا التاريخية التي نهب لها النفط والطاعة المطلقة ونلجأ إلى بيتها الأبيض كنا نظن بأنها لن تخذلنا أبداً وأنها لا محالة سوف تجرد إيران من سلاحها النووي ثم تقوم ببوارجها وكاسحات الغامها بدك حصون حكم الأسد في دمشق وتهبنا سوريا على طبق من ذهب.

* فكانت المفاجأة الداوية أن واشنطن وصويحباتها الغربيات دخلن في اتفاقات مع إيران لذلك لن يرسلون قذيفة واحدة إلى دمشق.

*ها نحن نكتشف في الوقت الحاسم ترهات الصداقة الأمريكية فيا خسارة النفط والتاريخ والعمالة الطويلة الممتازة.

* ثمة وهمة أخرى أشد فظاعة أعني وهم السنة السياسية فطائفة السنة المقصودة هنا ليست هي الطائفة التي تستن جهادياً بالدين بل هي الطائفة التي من غير أهل الشيعة.

* ولك أن تعجب أكثر على أن السنة السياسة لا تقاتل ولكنها ترسل الإسلاميين والإرهابيين المطلوب منهم في آن واحد أن يحرروا الأرض من الشيعة ثم يمثلوا لمحاكم السنة السياسية ليحاكموا تحت طائلة الإرهاب.

* مخرج.. المنطقة كلها تغلي فوق صفيح ساخن, وهذا هو التفسير الوحيد لارتباك هذه القرارات الإرهابية التي تشهر بمناسبة وبغير مناسبة.

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي