فدوى موسى

عندما يسرق السارق!


[ALIGN=CENTER]عندما يسرق السارق! [/ALIGN] في لحظة خاطفة تجرأ «أبو يد خفيفة» وأخذ من وسط المجموعة ما خف وزنه وغلا ثمنه وهو يتلذذ بأنه أستغفل الجميع.. وما فطن أن هناك من لا تغيب عنه شاردة ولا واردة إلا وأحصاها.. خرج من بينهم وهو يحمل ما سرقه ولا يدرى أنه أثقل موازينه السيئة.. خرج وخبأ ما أخذه ثم عاد ليساهم في مسلسل توزيع الشك بين الموجودين ليقول ضمنياً أن هذا أو ذاك السارق وهكذا بدا «أبو يد خفيفة» في مواصلة عبثه اللا إنساني.. إلى أن جاءت لحظة.. لم يعرف كيف يتعامل مع الأمر عندما أراد أن يكرر فعلته الشنيعة فقد هم هذه المرة بسرقة رجل الدين المشهور عندما أستغفله وهو ذاهب لقضاء بعض الأغراض والإستعداد لأداء واجب مهم.. دلف إلى غرفة الرجل مسرعاً ومد يده وخطف المبلغ الموجود طرف «الدولاب» وصادف أن عاد الرجل ليأخذ «طاقيته» فوجده في هذا الموقف المشين جداً.. فما كان منه إلا وأن خر ساجداً يستجدي الستر وعدم الفضيحة.. ولأن الرجل كان فاضلاً مرر هذا الموقف بكل يسر وسهولة على أمل أن تعف يده الخفيفة عن عمل ذات الموقف مرة أخرى.. ودعاه للتوبة فوعده مضطراً.. وما أن اطمأن أن الأمر قد ستر بدأ مرة أخرى في ممارسة لعبته المعتادة حينما ما قام مجدداً بسرقة آخر ولكن هذا الآخر آل على نفسه عدم ستره ولكن على طريقة أخرى.. حيث لم يصارحه أو يفاتحه في الأمر ولكنه صار يخذله عند الآخرين حتى صار عندما يفقد أحدهم شيئاً يتجه اليه وفي نفسه إتهام إن كان حقاً أو زوراً.. ودخل دائرة الإستحقار المخبئ والمضمن.. وصار عند الكل مجرد «حرامي» لا يدري أن الكل ينظر اليه بهذه النظرة الوضيعة.

آخر الكلام:
لماذا لا يقتنع الفرد بنصيبه وما أعطاه الله حتى وإن كان العطاء محدداً فالبركة التي تحسها تعظم من كل شيء.. وأعلم أيها السارق إنك كلما سرقت نزع عنك ثوب الإيمان والإسلامشفاك الله..
سياج – آخر لحظة العدد 952