نور الدين مدني
قمة المصالحة والتضامن
* ان التحدي الذي يواجه الرؤساء والملوك العرب ليس فقط تجاوز الخلافات الفوقية بينهم وانما تكثيف الجهود لتحقيق مصالحة حقيقية قائمة على اتفاق حول استراتيجية مشتركة لمجابهة التحديات التي تواجه منطقتنا في الداخل ومن الخارج.
* تقدمت قمة الدوحة عملياً خطوات نحو هذه المصالحة، خاصة بعد اللقاء الذي جرى بين الزعيم معمر القذافي والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، برعاية قطرية قادها شيخ قطر حمد بن خليفة آل ثاني الذي وضع الاساس لإزالة الجفوة المفتعلة بين السعودية وليبيا.
* ليس من السهولة رأب الصدع العربي الذي عمقته المواقف تجاه مجريات الاحداث وتداعياتها منذ حربي الخليج الاولى والثانية وحتى احداث غزة المؤسفة ولكن لابد من دفع المساعي الجادة التي بذلت والتي اسفرت عن اجتماع 17 رئيسا وملكا عربيا في قمة الدوحة لإعمار العلاقات العربية- العربية ومع محيطها الاقليمي خصوصاً مع ايران وتركيا.
* ليس غريباً ان يجمع الملوك والرؤساء العرب على ضرورة انهاء الخلافات القائمة والعمل لمجابهة التحديات الماثلة والكامنة، وهذا ما اكده الرئيس البشير في خطابه امام هذه القمة وهو يدعو للوحدة والتضامن وتجاوز الخلافات بل ودعم الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية ودعم جهود المصالحة في الصومال.
* أمير قطر رئيس الدورة الحالية الشيخ حمد لم يكتف بالدعوة للمصالحة وانما أكد اهمية وضع آلية لادارة الخلافات لمواجهة المتغيرات الدولية وفي مقدمتها الازمة المالية العالمية، ونقول ان ذلك يستوجب مزيداً من الاهتمام بالقضايا الداخلية في كل قُطر، وردم الخلافات التي تفتح الطريق امام التدويل الخبيث.
* وفي هذا نبارك مناشدة المنتدى العالمي للوسطية الدولية للرؤساء والملوك العرب لتبني مشروع نهضوي يحقق الاصلاح الفكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي في بلداننا واتخاذ خطوات عملية لتحقيق التضامن العربي والافريقي والاسلامي والآسيوي والتعامل مع القوى الدولية بلا تبعية ولا عداء.
* قمة الدوحة يمكن ان تكون نقطة انطلاق نحو عمل ايجابي للتضامن العربي والعمل المشترك لبناء جسور الثقة واستمال ما تم في المجالات القطرية والاقليمية والدولية لمجابهة التحديات الخارجية والداخلية التي تواجه بلداننا وشعوبنا.[/ALIGN]
كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1115- 2009-3-31