فدوى موسى

الذكاء والصبر!


[JUSTIFY]
الذكاء والصبر!

والصبر يأخذ بتلابيب الناس في هذا البلد والغلاء يمارس فحشائه فيهم وهم لا يلوون جهداً في لوك القرضة والإمساك بالعشم في أن صابحة الغد ربما أفضل وأحسن ولا حاجة لهم بمن يقول لهم «يا سلام كم انتم وديعين وطيبين.. حيرتونا معاكم».. فهل رد الساسة عدم خروج المواطنين للشارع في ظل الظروف الاقتصادية الأخيرة التي كلها قسوة وحرمان لحالات تفاضلية قام بها هؤلاء المضطرين للاحتمال أم انه تمني يملأ جوانح الساسة بأن هؤلاء البسطاء اعتمدوا «فرماناً لتحمل كل الرعونات والقسوة والشقاء من أجل أن يتحول الأمر من مجرد رفض تحمل الضغط والحرمان إلى حالات افظع مما يعانون تماماً بذات الوتيرة التي تدلل على أن مدى الحل والخروج بهم من دائرة الفقر قد يطول لذلك هم مطالبون «بالذكاء والصبر» وإن لم يحس القائمون بالأمر بطعم ذكائهم وصبرهم واحتمالهم.. «يا أخوانا الشغلانة صعبة خلاص ما أظنكم تحسوها بحقيقتها الا من ابتلاء».

٭ عودة الصبر!

من هناك من مفترق الطرق يعود الصبر يحمل في طياته خيبات ورجاءات بائسات بأن عد إلىّ دون أوجاع الزمان الذي مر وجرت تحت جسور المياه.. أبعد عن عيونك غبش الرؤية وقتامة الزوايا واشعاعات الضهب وتعال إليّ كما خرجت صفائحك متخلقة إلى الدنيا خالية من الأدران والشوائب والمعكرات.. تعال إليّ صابراً وحصيفاً على كل المتبلدات والمثبطات.. محفوف الجوانب بالأمل والانفراج والانفتاح.. ثم حي نظرة أمل في عينيك وأغشى قلبك في الدرب.. وقول ليهو ما زاد عنك من شيء الا حاجة مسيسة للصبر واحتضنها في جوفك رؤى الاحتمال ولا تقول الا القبول والرضاء «لانو بالجد نصيبك كدا وكدا».

٭ ممكون وصابر!

اشواقي إلى تفاصيلك تجدفني إلى «ركوب الفزرة» وتمتطي ظهري وتقودني إلى عدمية وعبثية من مزاوجة الواقع وطموحات الخلاص.. ممكون وصابر اعلان حالتي وابراء ذمتي لواقعة محبتي اليك.. عفواً إن كنت لا تستوعب «مهولات حبي اليك» لذلك اعذرني إن كنت قاسية معك وتجاوزت حدودي ومكاني.. صدقني أنا أعرف الخط الأحمر الذي يجب أن اقف عنده «ألف أحمر» الا من رضاءك عني وسخطك.. لذا حبيبنا قل لنا القولة ودعنا نتأهب للتفاوض فيما عجز الصبر عن احتماله وكتمانه واحتوائه ونبدأ في حلحلة معضلة أنّ نقدر متطلبات واقع كل منا.. فلا يستقيم أن يكون التوافق والتطابق تماثلياً مائة بالمائة.. دعه ما فوق الخمسين بالمائة واترك لنفسك البراح ثم قيمني المرة بعد المرة.. ثم إن وجدتني «فوضى» اتركني هناك حيث «الفوضى».

٭ آخر الكلام:

من معين الصبر ومقاديره في حياتنا.. أوهبونا جلّ الصّبر ودعونا نكون بلا حدٍ للاحتمال.. حلوا عنا حواجز حتى المرونة وحللونا إلى عواملنا الأولية.. وقيسونا على حدّ الممكون وصابر..
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]