من الحب ما أحرق 900 منزل!
تتناول المواقع الإخبارية قصة العاشق السوداني الذي أحرق 900 منزل في جنوب السودان بسبب فتاة. وواضح من العنوان أن العاشق من جنوب السودان وليس من شماله ولكن من الطبيعي أن تستمر المواقع الإخبارية والوكالات في التعامل مع أبناء جنوب السودان بوصفهم سودانيين “جنوبيين” ثم يحذف الوصف بغرض التخفيف.
المهم أن الخبر يقول إن العاشق الولهان أضرم النار في معسكر للعودة الطوعية لمواطني جنوب السودان بسبب خلاف حدث بينه مع معشوقته مما أودى بحياة شخص وإصابة أكثر من 20 آخرين واحتراق 900 منزل بالمعسكر.
قبضت الشرطة على الجاني وهو مخمور وهذا يعني أن الشاب كان يعاني من سكرتين وهما سكرة الهوى وسكرة الخمر … اجتمعتا فقتلت نفسا بريئة وأحرقت عشرين شخصا و900 منزل والمنزل هنا مقصود به الخيمة أو المنزل المؤقت من المواد غير الثابتة.
التحريات الأولية للشرطة قالت إن خلافا عاطفيا دب بين الجاني والفتاة وقررت أن تتخلى عنه مما دعاه لإضرام النار، ونظرا لأن المعسكر مزدحم وأن المواد المستخدمة في البناء كلها قابلة للاشتعال … التهمتها النيران في لحظات … ولعل المقصود بذلك “الرواكيب” جمع “راكوبة” وهي السقيفة من الحطب والقش .. ولاحقا صارت تصنع بقوائم حديدية خفيفة وسقوف وجوانب من مشمعات البلاستيك الرقيقة وهذا يجعل الاشتعال أسهل خاصة وأن المعسكر في فضاء فسيح تعصف فيه الرياح بالنار واللهيب من مكان لآخر.
العامل الأقوى في حدوث الكارثة هو الذعر الذي يصيب اللاجئين الجنوبيين بسبب وجود احتمال لأعمال عدوانية أو انتقامية متوقعة في أي لحظة بسبب ما يحدث بين القبائل الجيش الرسمي يجعل من المستحيل أن يتوقع أحدهم أن وراء هذه النيران “قصة حب” ولذلك ما إن يرى أحدهم ألسنة النار في مكان قريب منه إلا ويسارع بجمع أطفاله والهروب لتجد النار “رواكيب” قد أخلاها اهلها فتلتهمها الواحدة تلو الأخرى.
حسب الخبر أن المعسكر مخصص للعودة الطوعية لمواطني جنوب السودان وليس لاستقبال اللاجئين من جنوب السودان ولكننا نعلم أن الأسرة الجنوبية التي تخطط للعودة للجنوب قد نسيت الفكرة بعد الحرب المريرة هناك وأن أي قادم من الجنوب سيذهب مباشرة لأقاربه في معسكرات العودة الطوعية.
العاشق المجرم … فعلها وهرب … والفتاة المعشوقة نادمة على حبها لشخص تسبب في هذه الكارثة وربما يكون شعورها خلاف ذلك باعتبار أن فعله الإجرامي يؤكد أن حبها يسوي الكثير … ومن يعشقها لا يتركها عبر تويتر أو الفيسبوك أو رسالة جوال أو واتساب … لا بد أن يحرق 900 منزل حتى يؤكد حبه لها.
حقيقة من الحب ما قتل …!
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني
هذا ما لفت نظرك يا كاتب المقال (من الحب ما قتل) … ألم يلفت نظرك وجود 900 منزل عشوائي لأجانب وسط الخرطوم، وكمان عايشين علي كيفهم : يحبوا ويسكروا ويحرقوا البيوت … لماذا لا ينتظرون عودتهم الطوعية عند حدود بلدهم !!!