محامون “تحت القانون”
* لا يزال عشمي في منابر بلادي القانونية أخضر..! وثقتي في القضاء السوداني كبيرة رغم ما نما إلى علمي واختبرته من تجاوزات محزنة من هنا وهناك! أحاول أن أنتصر عليها بحسن ظني على اعتبار أن لكل مجال أخياره وأشراره ولا يخلو الأمر من بعض الهنات والمفاسد.
*وإذا كان الحديث عن القضاء يعد تطاولاً على حرمته قد يحيلني لمشاكل لا قبل لي بها، فإنني أكتفي بمدخل جانبي صغير ترد عبره أحاجي وأقاصيص عن تجاوزات قانونية يقوم بها بعض المحامين المعتمدين ويضار منها البسطاء والمساكين والغافلون من الذين يحسنون الظن ويرفعون سقف الثقة والأمل والتطلعات في الحق والعدل ورجاله.
*الكثير من القضايا العالقة الآن في النيابات وأقسام الشرطة يقف وراءها، للأسف، بعض رجال القضاء الواقف الذين من واجبهم الدفاع عن أصحاب الحقوق ورد المظالم.
أوراق مروسة لأسماء براقة من رجال المحاماة تستخدم للنصب والاحتيال والتلاعب بأملاك وربما أرواح الناس. أختام صحيحة.. عقودات بيع أو شراء .. عقود زواج.. تواكيل عامة وخاصة .. كل ذلك له حكايات يشيب لها الولدان تجعلك تكفر بالخير والعدل والإنسانية!!
*والمحامون لهم حصانات وقدسية وهيبة واحترام.. ورغم ذلك يستغلون نظرتنا الواثقة لهم ليمضوا في معاونة أصحاب النشاطات المشبوهة من ضعاف النفوس أقوياء الأبالسة.
وأظن أن لكل منكم حكاية يمكن أن تروى في هذا الإطار سمع عنها أو عاش فصولها سواءً على صعيد التزوير أو بيع الذمة والضمير أو التهاون في حقوق الناس وكان بطلها للأسف واحد من رجال الروبات السوداء المنوط بهم استعادة حقوقنا ورسم الرضاء والعدل على ملامحنا.
*اقول هذا.. والتبعيض يفي بغرض الموضوعية.. في المقابل هناك حتماً محامون أكفاء من أصحاب الضمائر اليقظة يمتهنون المحاماة بمثالية ولأهداف رسالية نبيلة، لا يؤثر فيهم بريق المال. وأحسب أن مهنة المحاماة الطويلة من اكثر المهن إدراراً للمال وتوفيراً للحياة الكريمة، وهذا قد لا ينطبق على صغار المحامين والمتدربين ولكن الأسماء الكبيرة الرنانة بلغت حد (المقاولات) والاتفاقات المالية الكبرى التي تصل حد النسب المئوية من جملة المعاملة!!
ورغم ذلك يبيع بعضهم ذمته ويستغل عرق المحامين الصغار الطموحين والمجتهدين المنتمين بشكل أو بآخر لمكتبه الفخيم العامر.
* لقد مررت بتجارب عدة جمعتني بمحامين نبلاء، شرفاء، أولاد بلد. يخدمونك بدافع الإنسانية ويأتي المقابل المادي في ذيل قائمتهم بل إن بعضهم يتنازل عن حقه طوعاً حالما آمن بظلمك وضعف حيلتك.
هؤلاء الشرفاء يعانون الأمرين من تراجع نظرة المجتمع الإيجابية لقبيلة المحامين، ويحتاج الأمر برمته لوقفة جماعية، يقلع فيها السيئون عن تحريض وتحفيز النفس الأمارة بالسوء لدى المحامين ويمعن فيها الأسوياء في التصدي لتجاوزات المحامين وعموم رجال القانون الذين يحيلونه إلى قانون (تحت الطربيزة) ويصبحون هم بواقعهم الفاسد الوضيع (تحت) القانون وطائلته في أدنى درجات الاحترام.
*تلويح:
العدل قضية تكاملية . تبدأ في اعتقادي بالمحامي وتنتهي به.. فهو دائماً الرأس المدبر!!
إندياح – صحيفة اليوم التالي